كتاب سبر

إلا ابن جامع يا (الطفسة)!

(الطفسة) لمن لا يعرفها هي من المفردات الحصرية التي ترصع بها قاموس (الأعراب) وهي مفردة ذات مدلولات كثيرة ولا تفسر حتى يُنظر في المعطيات والظروف التي أحاطت بقائلها حين قالها حتى نستطيع توجيهها للمعنى المراد وفصلها عن معانيها الأخرى ،ولا يتم ذلك إلا بمراعاة القرائن التي احتفت بها حال قولها!!.
فمثلا عندما تقول (طفسة) عن شخص لم يعرف قدر نفسه وتمادى به الغرور وتلاعب الشيطان حتى تطاول على ابن جامع؟!
فأنت هنا تقصد بـ(الطفسة )الشخصية التافهة التي لا يؤبه لها وتعاني من عقد نفسية حيال ما تراه من تهميش الناس وعدم احترام الناس لها!.
فهذه الشخصية المهمشة تحاول أن تقضي على (طفاستها)بشتى الطرق ،فتحاول أن تتكلف أمورا تضفي عليها شيئا من الهيبة فلا تجد لها سوى عباءة الدين لأن تكلّف الشجاعة والكرم لا يمكن فهو يحتاج إلى إثبات على أرض الواقع وهذا بعيد عن هذا (الطفسة)!! فهو لا يجد أيسر من كسب احترام الناس باسم الدين ولأن مظاهر التدين الخارجية يسيرة وممكنة لكل أحد ،فأخذ (الطفسة )يحاول قدر الإمكان إضفاء القداسة على نفسه بلباس رمزيّ يُقدّس عند بعض الناس!!.
ولكن هذا (الطفسة) لم يستطع الصبر على إظهار التدين والتنسك ففضحته أخلاقه وغلبه طبعه الأهوج وتصرفاته الخرقاء فكل يوم نراه من هاوية الى هاوية ومن مصيبة إلى مصيبة حتى جاءت (الطامة)التي كادت تقصم ظهره لولا حكمة وحرص ابن جامع على أمن وسلامة الوطن والذي ترجمه بقوله:(عفا الله عما سلف)!!.
ما يتعرض له الشيخ ابن جامع أمر غير مستغرب فالرجل يدفع ضريبة النجاح الذي قض مضاجع الحاقدين،فابن جامع بانحيازه لمصلحة المواطن وسباحته عكس تيار (مشيخة الشرهات) أعاد لنا معاني (الشيخة)الجليلة التي كادت أن تبقى أسيرة الكتب وصدور الرجال ،لولا أن الله سخر لنا هذا الشيخ ليعيدها لنا ونراه عيانا بمواقفه النبيلة!!.
ستبقى يابن جامع رمزا شامخا رغما عن أنوف الأقزام!!.
ختاما:
لا أقول لابن جامع وعيال عطا إلا كما قال الأمير طلال الرشيد:
عن هلك أبراي لله واحتسب
الرجال اللي مجاراهم عسير!!.
ابو الجوهرة
تويتر:a_do5y