داعية في قبره !

نحن الآن في 19-3-2012

 

للتو انتهيت من تناول وجبة الإفطار

جلست أنتظر وصول باص المدرسة

وما هي إلا دقائق حتى وصل

فتوجهت مسرعاً

وفي داخلي نشاطٌ وهمّة

ليوم دراسي جديد لا أعلم ماذا يخبّئ لي هذا اليوم من مفاجآت

 

تعلمت أن أبتسم مهما كانت الظروف ،، سلّمت وجلست

البعض ما زال في لحظات نومه الأخيرة وآخر مستعد باسمٌ

وذاك يضع السماعة في أذنيه

لا تكاد تفارق البعض هذه العادة

بغضّ النظر عمّا يسمع

وكان منهم سائق الباص

 

مرَّ اليوم الدراسي سريعاً ،وها أنا اركب الباص  عائداً الى البيت،،

ذهبت الى الفراش لأخذ قسط من الراحة حيث إني مجهد كثيراً

قمت من النوم فجأة 

 الساعة الآن3:40 عصراً 

فتحت الأيفون واذا بسيل من الرسائل  ،،

تجاهلتها في بادئ الأمر

ولكن ما إن فتحت أول رسالة إلا وصعقت

 تماماً

 

لا أعرف كيف أصف هذا الشعور

 

عزيزي القارئ أنت تعرف أنه احياناً تأتيك مواقف لا يكون لك شعور بها أو لا تستطيع وصف هذا الشعور هذا ما حدث تماماً.

الخبر هو وفاة أخي عبدالمحسن العرادة نزلت دموعي على فقدانه 

كفكفتها بسرعة وأنا اردد قول الشاعر:

ولقد ترحّل عن فناء ديارنا …… شهم رحيم ثغره يسدي الحسن

 

نظرة سريعة لعالم تويتر فإذا به يهتز من وفاة عبدالمحسن العرادة 

رحمك الله يالحبيب 

 

 لن أطيل عليكم 

مرّ يوم الدفان وأيام العزاء بسرعة

 

ولكن بعد اسبوعين من وفاة عبدالمحسن 

وأنا في الباص شغلت احدى تلاوات القرآن  

كانت فعلاً احدى لحظات التجلي حيث كانت التلاوة ملائكية 

الذي شدني هو حال سائق الباص النصراني 

مع أنه لا يعرف العربية لكن بدا عليه التأثر واضحاً 

حتى أنه نزع السماعات التي كان يسمع بها الأغاني لكي يسمع التلاوة 

وبعد اسبوع وأنا في الباص حيث أستمع لإحدى التلاوات قررت أن أعرض الإسلام على السائق 

ربما تكون فكرة صعبة ولكن لم لا ؟ !!

 

 فجرى بيننا هذا الحوار:

أنا : مينوين  ( اسمه ) ما رأيك في الإسلام ؟

 

 

السائق : الإسلام والمسلمون جيدون خصوصاً أن جيراننا في بلدتي مسلمون

 

 أنا: اذاً ما رأيك في أن تصبح مسلما؟

 

 السائق : ولكن عائلتي مسيحية،،

  

 

أنا : هذا قرارك، أنت فقط الذي تقرر وحدك ،، وهل تعلم أن الكلام الجميل الذي كنت تسمعه هو كتاب المسلمين وهو القرآن الكريم ،، ألم تتأثر بالكلام كثيراً ؟؟

 

 السائق : نعم تأثرت و كان الصوت جميلا

 

أنا : اذاً أنصحك بأن تسلم 

 

وبعد حوالي 15 دقيقة من الحوار

 أنا : ردد معي ما أقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله

 

السائق : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله

 

ولكن أتعلمون لماذا أسلم ؟

أسلم بعد سماع تلاوة سورة السجدة وجزء من سورة يوسف

 

بصوت القارئ عبدالمحسن سعود العرادة رحمه الله 

 

وكن رجلاً إن أتوا بعده

يقولون مرَّ وهذا الأثر

 

 فهكذا كان عبدالمحسن 

رجلٌ أتينا بعده

فرأينا هذا الأثر الجميل

ونعم هذا الأثر

هنيئاً لك هذا الأجر العظيم

ورحمك الله رحمة واسعة

ورفع درجتك في عليين

وجمعنا بك في جنات النعيم

تويتر:

al_adwaani