أقلامهم

نواف البدر: استمرار الجهاز المركزي بالادعاءات الكاذبة والوعود الزائفة هو من يدفع البدون نحو الغضب والخروج في الاعتصامات

صيف ساخن في تيماء
نواف فهد البدر
الوضع العام في الدولة يؤكد أن هذا الصيف بالتحديد من أسخن المواسم التي تمر على الكويت، وبالرغم من حرارة الطقس فإن هناك سخونة متنوعة ومتعددة في البلد، بدءاً من عودة مجلس 2009 واحتمالية الدعوة للانتخابات والتشكيل الحكومي الجديد، وقضية تغيير الدوائر وندوات الاثنين وغضب الحراك الشبابي من “الأغلبية” والصراع بين الأقلية والأغلبية!
والجبهة الأكثر سخونة هي قضية الكويتيين البدون بدءاً من المظاهرات والقمع والاعتقالات والاعتداءات البشعة التي طاولت- بالإضافة إلى البدون- المحامي محمد عبدالله الفضلي، وأيضاً الدكتورة في كلية الحقوق فاطمة المطر من قبل رجال الأمن، وهذه المظاهرات شهدت حالات سحل وبشكل غير إنساني ومهين جداً، وتابعنا ما حدث من بيانات كاذبة لـ”الداخلية” وفي سيناريو يتكرر في كل عملية قمع ضد البدون.
واستمرار الجهاز المركزي بالادعاءات الكاذبة والوعود الزائفة هو من يدفع البدون نحو الغضب والخروج في الاعتصامات بالرغم من القمع والاعتقالات، والكارثة أو الطامة الكبرى وهو الخبر المنشور في إحدى الصحف عن أن الجهاز المركزي، وعلى لسان صالح الفضالة، قد أزال 60% من القيود الأمنية الموضوعة على البدون منذ عقدين من الزمن!!
وأعلم علم اليقين بحكم خبرتي في قضيتهم أن خبر إزالة القيود غير صحيح، وهو ينشر فقط لتهدئة “الشارع البدوني”، وهو تصريح مكرر، وسابقاً صرح أحد النواب نقلاً عن وزير الداخلية السابق أنه تمت إزالة 50% من القيود الأمنية، ولكن كل هذا غير حقيقي وغير ملموس على أرض الواقع، بل يستمر الجهاز المركزي في حربه ضد البدون، وسحب البطاقات وعدم التجديد لهم ومسلسل الموانع من العمل والإثباتات والدراسة أيضا.
والأدهى والأمرّ الكتاب الذي نشر بالإنترنت ولدي نسخة منه، وهو أن الجهاز المركزي أرسل كتباً لوزارة الشؤون للتدخل في مساعدات الجمعيات والجهات الخيرية للبدون والتحكم بمسارها، وفي من يتم السماح له بأخذ الصدقات أم لا! وبعد أن منع جزء من البدون من الحصول على المساعدات في بيت الزكاة، يقوم الآن بشن حرب أخرى عليهم عبر قطع مساعدات الجهات الخيرية، ومتى؟ قبل رمضان! وموعد اجتماعه معهم 7/15 يا ترى ماذا يريد صالح الفضالة من حربه ضد البدون؟ هل يريد حل القضية أم يريد أن يفاقم الأزمات؟!
نصيحة من محب ومخلص: إن لم تقدموا ما يطمئن المواطن والبدون من حلول، فإن العام القادم سيكون ساخناً بأكمله وليس الصيف فقط!