محليات

فريق عمل في الشعيبة ينقذ 21 مليون دولار

نجح فريق عمل في مصفاة ميناء عبدالله في اصلاح سخان النفط الخام بالفرن الحراري بالمصفاة أثناء التشغيل ما وفر على شركة البترول الوطنية الكويتية مبلغا يقدر بنحو 9ر21 مليون دولار كانت ستخسره الشركة في حال توقف الفرن الحراري لاصلاحه.

وقالت مجلة (عالم المؤسسة) في عددها الاخير ان ما حققه فريق العمل بمصفاة ميناء عبدالله يعد انجازا عالميا جديدا حققته المصفاة أخيرا ليضاف الى انجازاتها المتعددة.

ونوه نائب العضو المنتدب لمصفاة ميناء عبدالله محمد المطيري بجهود فريق العمل في المصفاة موضحا أن الجزء الداخلي لجدار سخان النفط الخام مبطن بعازل حراري لحماية الهيكل الحديدي الخارجي من الانصهار.

وذكر انه ونظرا لعمل الفرن بشكل مستمر تساقطت أجزاء منه مما جعل عملية الاستمرار في تشغيل السخان غير ممكنة وبناء عليه تم تشكيل فريق مختص ترأسه رئيس فريق قسم الكفاءة الصناعية لتقييم مدى خطورة تشغيل السخان لحين اصلاح هذا الخلل.

واوضح انه في الوقت ذاته قام قسم التفتيش والتآكل بالبحث عن سبل لاصلاح العازل وكان التوجه أن تتم عملية الاصلاح أثناء عمل السخان ودون اغلاقه وهو ما يشكل تحديا قبله فريق العمل الذي استطاع اثبات كفاءة كبيرة.

وحول استراتيجية تنفيذ تلك الاصلاحات قال المطيري “من خلال ما تقدم به فريق العمل من أفكار وجدنا أنها تضم مجموعة من التقنيات الحديثة التي لم تستخدم في العالم من قبل وللتعامل مع ما يظهر من تحديات تم اجراء ورش عمل وجلسات نقاشية سبقت عملية التنفيذ”.

واضاف ان ذلك أسفر عن فكرة عمل مجسم للفرن يوضح الأجزاء التي سيتم العمل عليها قبل التنفيذ الفعلي لعملية الاصلاح واستخدم فريق العمل تقنيات مختلفة منها (تيار ايدي) لتحديد أماكن أشواك التثبيت الداخلية وتجنبها أثناء عملية فتح النوافذ للدخول الى الأماكن المتضررة وتقنية المسح الحراري لتحديد موقع تلف العازل الحراري بدقة.

وبخصوص مدى نجاح عملية الاصلاح وأداء الفرن بعدها اكد المطيري ان الفرن أدى وظيفته بشكل جيد وحققت عملية الاصلاح العديد من الانجازات المهمة غير المادية ومنها تغير ثقافة العاملين في الشركة في منهجية التعامل مع مثل هذه الحالات الحرجة والحفاظ على الامدادات النفطية دون انقطاع.

من جهته اشار رئيس فريق التفتيش والتآكل بمصفاة ميناء عبدالله ورئيس فريق اصلاح الفرن مساعد العرادة من خلال المتابعة الدورية للفرن الى اكتشاف أول بقعة ساخنة في 19 فبراير من العام الماضي “ومع مرور الوقت لاحظنا ازدياد البقع الساخنة للفرن ووضعنا هذا الأمر أمام تحد كبير تمثل في استمرار عمليات التشغيل لحين الانتهاء من التصليح”.

وقال انه من هذا المنطلق بحث فريق العمل عن حلول سريعة لتلك المشكلة ومنها تغطية تلك البقع الساخنة بغطاء من (الألياف السراميكية) ثم طبقة من الفولاذ (310) المقاوم للصدأ بهدف تقليل الاشعاع الحراري المنبعث من البقع الحرارية للمحافظة على سلامة العاملين.

واضاف “بعد تشكيل ورش عمل لدراسة الأفكار المطروحة لعملية الاصلاح بدأنا في تنفيذ العملية التي انتهت بنجاح” موضحا ان عملية اغلاق الفرن تعني توقف وحدة تقطير النفط الخام بالكامل حتى تتم عملية الاصلاح والتي قدرت بنحو 35 يوما الأمر الذي يعني خسارة مالية تقدر بنحو 9ر21 مليون دولار.

ولفت العرادة الى انه وبعد دراسة متأنية للموضوع وللخسائر المادية المتوقعة من عملية الاغلاق كان القرار الحاسم من قبل الادارة العليا في المصفاة بأن الحل الأمثل اقتصاديا هو اجراء عملية اصلاح عازل الفرن الحراري أثناء التشغيل.

واوضح ان عملية الاصلاح اسفرت عن مجموعة من النتائج في مقدمتها استمرار انتاج مواد مهمة مثل منتج الديزل الذي يلاقي طلبا محليا وخارجيا فضلا عن العزيمة والاصرار من خلال روح الفريق الواحد لتحقيق انجاز غير مسبوق