حوارات

صاحب “الطير الأبابيل” عبدالوهاب الحمادي لـ”سبر“: الشباب جدير بإحياء المؤسسات “الميتة إكلينيكيا”


  • إذا كنت لم أعاصر تجربة الستينات فالزمان لم يبخل علينا بتجربة الغزو
  • من المعجبين بتقنية الرواية الأمريكية والأفلام الهوليوودية.. نحن جيل الصورة
  • على الجميع تجربة الكتابة.. الموهبة 2% والباقي “الجدية”
  • مطلوب من الحكومة تقديم الدعم المدروس لنبتعد عن التكسب الأدبي المثير للاشمئزاز
  •  لست ضد الأعمال التي تواكب الربيع العربي
  • شغوف بالقراءة وتأثرت بالقصيبي و دستويفسكي ومعلوف والطيب صالح

رغم ان الروائي الشاب عبدالوهاب الحمادي لم يعاصر تجربة الستينات الثورية وما شكلته من صدمة ألهبت حماس الكتاب والادباء ، الا انه لمس نتائجها من خلال القراءة والاطلاع والاحتكاك بالروائيين الكبار ، ثم لم يبخل عليه الزمن بتجربة الغزو ، ليجد نفسه بعد ذلك في خضم عالم يتسارع تكنولوجيا.
الحمادي وخلال حوار مع “سبر” طالب بالمزيد من الحريات واطلاق يد الشباب في المؤسسات ، معتبرا انها “بفعل امراض المجتمع من عصبية طائفية وقبلية وعائلية ميتة اكلينيكيا”.


وعن سر إنشائه موقع قدمس الثقافي يكشف” “لم ارد أن اقع اسيرا للمنظمات المتهالكة فأنشأت موقع قدمس الثقافي وسيكون في مرحلته الأولى موقعا ادبيا ثم سيتحول لمجلة يشارك فيها نخبة من الكتاب الخليجيين”.

وابدى الحمادي اعجابه بتقنية الرواية الأمريكية والأفلام الهوليوودية، وهو ما يظهر في روايته “الطير الأبابيل” التي  وجدت قبولا لدى اغلب القراء خاصة وانهم من جيل تربى على الصورة السينمائية.
وممن تأثر بهم من خلال شغفه بالقراءة ” غازي القصيبي، ودستويفسكي وامين معلوف والطيب صالح”.ويشجع الحمادي الشباب على الكتابة  ويرى ”  ان هواية كتابة الرواية ليست صعبة ،فالأمر يحتاج لجدية وليس الاتكال على الموهبة وحدها ،وقد قيل أن العمل الجيد يحتاج لـ2 في المئة موهبة و 98 في المئة عمل جاد”.
ودعا المؤسسات الحكومية الى تقديم الدعم المادي المدروس للمشاريع الشبابية الأدبية ومراقبتها عن قرب ” لكي نبتعد عن تجارب التكسب الأدبي التي باتت معروفة وتثير الاشمئزاز”… وهنا التفاصيل:

 
* روايتك “طير الأبابيل”جاءت متميزة للغاية  ألا  تكشف لنا سر تميزها ؟

بالنسبة لتميز الرواية فهذا اتركه للقارئ والناقد، اما انا ككاتب فبالتأكيد ثمة امور حرصت على وجودها بالرواية وعلى سبيل المثال لا الحصر، اللغة القريبة جدا من الشعر في مواضع عديدة، وذلك لكي اعبر خارج حدود الوطن لتلائم القارئ العربي.

* روايتك مكتوبة بلغة جميلة وتحتوي على مشاهد سينمائية، ألهذا السبب قيل عنها انها من الروايات القليلة في   الكويت؟

لأنني من المعجبين بتقنية الرواية الأمريكية وايضا الأفلام الهوليوودية، وتأثري بالتأكيد بهما جاءت الطير الأبابيل لتعكس هذا التأثر الذي وجد قبولا لدى اغلب القراء خاصة وانهم من جيل تربى على الصورة السينمائية.

* الأجيال الجديدة في الرواية الكويتية تبدو وكأنها تقف على الحافة بين وطنين أو عدة أوطان، فما تفسيرك لهذا الأمر؟

تفسيري ببساطة هو اننا من جيل لم يعاصر تجربة الستينات الثورية وصدمتها لكنه لمس نتائجها ثم تعرض لتجربته الخاصة سواء اثناء الغزو ووجدنا انفسنا بعده في خضم عالم يتسارع تكنولوجيا، لذا كنا شهودا على زمن يقاس بعدة ازمان. ناهيك عن قراءاتنا التي اتسعت باتساع حركة الترجمة.

* تناولت أنت والروائي سعود السنعوسي قصصا معبرة ومميزة وامتزجت هذه القصص من واقع أخر كالفلبين وأمريكا، فهل تناول الروائي قصة بعيدة ممزوجة بواقعنا الكويتي تكون ناجحة؟

لا بالطبع فالمكان الذي تقع فيه الأحداث مرتبط بالرواية ومن يقحمه ظانا انه طريق النجاح سيكون واهما، الأمثلة كثيرة ويكفي مثال نجيب محفوظ الذي بنى مجده الروائي من كتابته لحارات القاهرة، وفي روايتي التي اشتغل عليها تدور الأحداث هنا في الكويت وسأخرج خارج الكويت في فصل قصير لضرورة في الرواية.

* عالمنا العربي ألا يستحق ان تكون هناك رواية تجسد احداثه؟

بالطبع يستحق، وهناك اعمال صدرت تواكب الربيع العربي، وانا لست ضد هذه الاعمال، لكني افضل ان يشتغل عليها ولا تكون مجانية لتلمع وتتكسب من الأحداث ثم تنطفئ وتنسى.

* هل عبدالوهاب الحمادي تأثر بكتابة بعض الروائيين المشهورين والمخضرمين وهل تأثرك بهم هو سبب نجاحك؟

يقول غازي القصيبي الشاعر الذي لم يتأثر بغيره من الشعراء لم يولد بعد، وازيد عليه والروائيين، بالطبع تأثرت بحكم حبي للقراءة منذ الصغر وممن تأثرت بهم بالطبع غازي القصيبي، ولاحقا دستويفسكي وامين معلوف والطيب صالح وقريبا انا معجب جدا بعالم فواز حداد الروائي.

وحاليا انا متأثر بكتابات اسماعيل فهد اسماعيل الأخيرة ومثابرته على الكتابة الروائية واراقبه واتعلم منه الكثير.

* “عدم استسهال كتابة الرواية لأنها عالم قائم بذاته” هل تؤيد هذه العبارة؟

انا ضد استسهال اي نوع من الكتابة او الاعمال في الحياة، فالكاتب والشاعر وكل من يريد الدخول لعوالم الإبداع يجب أن يجد ادواته ثم يتمكن منها ويجدد فيها دائما لكي لا تتخلف.

* من كلامك يصعب على أي أحد في مزاولة هواية كتابة الرواية؟

المسألة ليست صعوبة من عدمها، الأمر يحتاج لجدية والاتكال على الموهبة وحدها كفيل بهدم كل جميل تأتي به الموهبة وقد قيل أن العمل الجيد يحتاج لـ2 في المئة موهبة و 98 في المئة عمل جاد.

* كيف نخلق أرض خصبة لدعم الشباب المبدعين، خصوصا أن هناك فئة من الشباب لديهم النشاط والحراك في المنتديات التي تهتم بالأمور؟

بالمزيد من الحريات واطلاق يد الشباب في المؤسسات التي باتت بفعل امراض المجتمع من عصبية طائفية وقبلية وعائلية ميتة اكلينيكيا.

وانا لم ارد أن اقع اسيرا للمنظمات المتهالكة فأنشأت موقع قدمس الثقافي وسيكون في مرحلته الأولى موقعا ادبيا ثم سيتحول لمجلة يشارك فيها نخبة من الكتاب الخليجيين.

* ما هي العوامل التي تحتاجها الكويت لتكون رائدة في عالم كتابة الرواية في انتاجها او اعدادها شبابا يجيدون تلك الهواية؟

الكويت الآن تستقبل جيلا روائياغ شابا واعدا ويحقق نتائج مشرفة، كل ما ارجوه من المؤسسات الحكومية الدعم المادي المدروس للمشاريع الشبابية الأدبية ومراقبتها عن قرب لكي نبتعد عن تجارب التكسب الأدبي التي باتت معروفة وتثير الاشمئزاز.