آراؤهم

إياكم والحب المشروط..!

الحب الحقيقى هو ذلك الإحساس الأقدس والأروع الذى أوجده الله فى نفوس كثير من مخلوقاته ملائكة وإنس وجن وحيوان ، هو ذلك الوقود الذى يحرك كل مشاعر النفس نحو النفع والتكيف والتواصل .
الحب الحقيقى عند الانسان هو الحب لذات المعنى بمعنى ان الانسان يحب من اجل ان يستمتع بذلك الاحساس الذى لا يمس الا القلوب الكبيرة واصحاب الروح العظيمة بمختلف ازمانهم واماكنهم ، هو ذلك الاحساس العظيم الفريد الوحيد الذى يجمع بين اثنيات او اكثر وان لم يجمعهم نفس المكان والزمان .
لا شك ان اعظم حب هو حب الله لعباده ورحمته بهم وهو الحب الذى قام به هذا الوجود ، وحب الله لرسوله هو ذلك الحب الذى لم يجعل الله يكلف رسوله ما لا يطيق فى دعوته حيث جعله الله فقط مبلغ للرسالة ولم يجعله على الناس بحفيظ او بوكيل او بجبار او بمصيطر وذلك لكى يستمتع نبينا بحب الله وبالحق والحقيقة ، ولذلك استطاع النبى الكريم (ص) ان يجمع حوله اصحاب القلوب الصافية والفطرة السليمه من اهل بيته واصحابه حتى عم هذا الحب المشرق والمغرب ، فنجد انفسنا نهيم حبا وعشقا للحبيب المصطفى على الرغم من البعد الزمانى والمكانى ،ومن ذلك الحب الإلهى انبثقت كل مشاعر الحب والتراحم بين الخلائق فلا يحيا اى مجتمع بشرى الا بالحب الحقيقى الخالى من شوائب المصالح والمنافع الوقتية .ان من اخطر ما يواجه اى مجتمع هو الحب المشروط وخاصة من داخل الاسرة وللاسف نحن جميعا فى مجتمعنا العربى نواجه هذه المشكلة ولا نشعر بحجم هذا الخطأ فى الحب المشروط وخاصة فى تربية اطفالنا ، حيث اننا لا نراعى قلة خبرتهم بالحياة او ربما انعدامها ، حيث نكافئهم فى الصواب ونعاقبهم فى الخطأ وللأسف هذا السلوك ينشئ انفصام فى مشاعر الابناء ولا يجعلهم يعرفون على وجه الدقة هل نحن نحبهم ام نكرههم ، ولا شك ان اطفالنا بحاجة الى ان نغمرهم فى طفولتهم بمشاعر المحبة مع النصح اللطيف والتوجيه والمتابعة الدائمة فذلك افضل لهم ليكونوا اسوياء نفسيا عند نضوجهم العقلى والبدنى واكتساب مزيد الخبرات الحياتية ، وانى ارى ان ذلك المنهج هو الافضل لإيجاد مجتمع قوى قائم على الحب الحقيقى الانسانى بين افراده بدون النظر الى الاختلاف الظاهرى بين البشر ، الحب المشروط يزول بزوال السبب وهو حب مضطرب مؤقت يؤدى الى التربص فيما بيننا بغير حق ، هو حب يقتل الاحساس بالخصوصية والابداع والحريات ، الحب المشروط تغلب عليه الكراهية فى اغلب الاحيان لأنه يشترط الكمالات الصفاتية وهذا مستحيل فى حق البشر باستثناء الانبياء والرسل .
قليل من التدبر لمعنى الحب والأمثلة والمواعظ كثيرة ولكنها لا تجدى الا بالتدبر وان الحياة اقصر من ان نضيعها فى الكراهية والبغض والتحاسد في

2 تعليقات

أضغط هنا لإضافة تعليق