آراؤهم

الناس أجناس

هناك اختلافات جغرافيه بين حدود دول العالم، إلا أن الدول الأوروبية لاتوجد حدود فيما بينها، ثم هناك اختلافاً باللغات بجميع أنحاء العالم إلا انها طريقة التواصل بين البشريه، وأيضا هناك اختلافاً بألوان الطيف إلا انها هي التي تشكل قوس القزح، وأيضا هناك عدة أرقام حاصل قسمتها أو ضربها و جمعها وطرحها يساوي 10، نتيحة لذلك نجد بأن هناك الكثير من الاختلافات في الكثير من الأشياء التي من حولنا، ونجد أيضا بأن البعض لا يتقبل هذه الاختلافات ولا يتعايش معها بسلميه.

نعلم بأن الاختلافات ليست أمرا دخيلا على هذا الكون وهي أيضا متزامنه منذ نشأته وخير برهان هو قول الرحمن:{خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ}[ الروم 22 ].

فبناء على ذلك نرى بأن البشر بطبيعتهم مختلفون بفكرهم وألوانهم وسلوكياتهم وبالعادات والتقاليد وغيرها، ويصطدم البعض منا بنقاش فكري أو عقائدي أو ديني مع طرف آخر أو عدة أطراف، من خلال هذه النقاشات، فالبعض من ينظر لجواهر الأمور والبعض من ينظر لسفاسِف الأمور ثم تتلاشى قوانين وأنواع النقاش ونتيجة لذلك يولد الخلاف، ولنتجاوز نقطة التصادم ونصل لنقطة التفاهم والحلول وتذكروا قول تعالى{ إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}[القصص 56]، ونتيحة لذلك وجود أكثر من وجهة نظر لا يمكن تفسير التعدد بوجهات النظر بأنها شيء سلبي، على العكس تماما فهو شيء ايجابي، وكن كالعطر تنتشر بين وجهات النظر المؤيده والمخالفه لكن دون إحداث ضجيج، وأضف إلى ذلك ولولا الاختلاف في أنماط التفكير وطرح الآراء وتبادل الثقافات لما تطور الإنسان.

فوجود الاختلاف أمر طبيعي بيننا إلا أن من غير الطبيعي أن يتحول هذا الاختلاف إلى خلاف، لأننا سنصبح عاجزين على التعايش بعد ذلك ونبتعد كثيرا عن هذا الواقع، متناسين بأننا جميعاً نعيش على أرض واحده، ولايمكن لتعدْدَت الأديان و المذاهب أن يمنعنا من التعايش على هذه الارض، ونتيجة لذلك لن نستطيع بناء هذه الأرض إلا من خلال التعاون والترابط.

من الآخر! لنتعايش فيما بيننا، ويجب أن تضع في ذهنك بأن الأخوة أتوا من رحم واحد ولكنهم مختلفون! وانهم رغم ذلك متعايشون، وأضف إلى ذلك مع استمرار تطور الحياة ستظهر الكثير من الاختلافات الجديدة مستقبلا، فلنعمل على تثقيف أنفسنا ونحقق التطور معاً كما قال نيلسون مانديلا: ” لا يوجد بلد يمكن أن تتطور حقاً ما لم يتم تثقيف مواطنيها “. ( فلنعشَ ونتعايش ) .
Twitter: @aalnajem89