آراؤهم

ارحمونا رحمكم الله

تحويل انتباه الناس عن القضايا الأساسية،عبر اغراقهم بوابل من القضايا الجانبية التافهة،هي سياسة لطالما انتهجتها الحكومة تندرج تحت مبدأ “فرق تسد” جاءت بمفعولها لسنوات طويلة فذرت الرماد على العيون وشتّت الاهتمامات بعيداً عن المشاكل السياسية والاقتصادية الحقيقية التي تواجه المواطن ، كنا نظن بأن هذه السياسة عفى عنها الزمن وانطوت في صفحات الماضي،ولكن كم كنا مخطئين وظالمين.

جاء هذا المجلس ليؤكد لنا كم كنا مخطئين،فالندوات والبرامج الانتخابية التي رُفع خلالها شعارات الاصلاحات الاقتصادية،و”جيب” وكرامة المواطن الغلبان ومحاربة رؤوس الفساد وتعديل قانون الانتخاب ووقف الهدر وغيرها من البرامج الانتخابية التي لم تتغير شعاراتها منذ زمن،ولم تتنفذ مضامينها منذ زمن،عادت كما كانت مجرد وعود تتهاوى وتتلاشى امام قضية من يجلس في المقاعد الأمامية ومن يجلس في المقاعد الخلفية،وأمام شجرة كرسمس جمعية الدسمة،ولجنة الظواهر السلبية ومهامها المبهمة وكرسي رئاستها الذي اخد نقاشاً اوسع من قانون الانتخاب و الهدر الجنوني في المؤسسات الحكومية وباقي اوجه الفساد التي تنخر في البلاد.

تصدر هذه القضايا في مجلس الأمة جاءت لتقول لنا كم ظلمنا الحكومة في رأينا بأنها من تتبنى سياسة تحويل الانتباه عن القضايا الأساسية،وان حدث وكانت من يتبنى هذه السياسة ،نبرر لها تبنيها لهذه السياسة،كيف لا! وهي من وجدت بأن توافه الأمور تلقى رواجاً وتعطشاً لدى اعضاء المجلس لتتصدر الأولويات وتتقدم النقاشات وتسقط امامها كافة الاطروحات الانتخابية!

والمجلس لم يمر عليه سوا شهر واحد وهذه قضاياه و”اللي ينعرف اوله ينعاف تاليه”،وفي قوائم الانتظار هناك القضايا الطائفية والفئوية تنتظر دورها كقضايا للتكسب الانتخابي الرخيص لتلتهم الاخضر واليابس.

لا نملك ونحن نرى من جمعتهم الشعارات النبيلة تفرقهم القضايا الهزيلة سوا ضرب الكف بالكف ونسأل الله الصبر،فهذا “سيفوه وهاذي خلاجينه” وارحمونا يرحمكم الله.