عبدالله المسفر العدواني
عبدالله المسفر العدواني
نشر الممنوع

سلاما على مسلم!!

almesfer@hotmail.com

يصادف يوم الثلاثين من يناير يوم ميلاد ضمير الأمة النائب السابق مسلم البراك الذي يقبع في محبسه وحيدا بينما تشتعل وسائل التواصل الاجتماعي لتهنئته بذكرى ميلاده الواحد والستين.

وهذه الظاهرة قلما تتكرر مع شخصية عربية وليست كويتية فقط وهي شخصيات لا تتعدى أصابع اليد الواحدة التي وإن توارت عن الأنظار لظروف قهرية يظل الناس مشغولون به لما قدمه لأمته من أفعال وأقوال ومواقف صادقة نابعة من الإخلاص والإيمان بالمباديء التي لا تتغير وإن تغير المكان والزمان وتبدلت الأحوال أيضا.

ظاهرة غريبة أن يحتفي الناس بشخص محبوس لا يملك حتى لنفسه أن يحررها.. بل يرضى رضاء تاما بما قسمه الله له ولكنه يظل رمزا وقيمة في نظر كثيرين آمنوا بصدقه ونقاءه وعمله الذي كان دوما في مصلحة الوطن والمواطن.

مسلم البراك ورغم عمره الطويل الذي قضاه في الدفاع عن المال العام تجد هناك غيره قضى عمر أطول في جمع الثروات ونهب البلاد من خلال مناقصة هنا وسمسرة وعمولة هناك والسطو على حقوق الآخرين عن طريق المعارف والمحسوبيات والواسطات والنفوذ.

واحد وستون عاما عاشها مسلم حصد خلالها ما لم يحصده جامعي الثروات وعاشقي التحويلات وهي حب الناس واحترامهم وتقديرهم وهذه منح من الله لا تشترى بثروات الدنيا.

سلاما على مسلم صاحب الكلمة الشهيرة الصادقة والحقيقية “أفضل اللحظات اللي تقعد فيها مع نفسك في بيتك في مكتبك في سيارتك وأنت تحترم نفسك لأنك احترمت الأمة وإرادتها”.

سلاما على مسلم الذي افتقدته جدارن وأروقة وممرات وكراسي قاعة عبدالله السالم.. سلاما على مسلم الذي افتقدته ساحة الإرادة بصمودها وعزتها وحريتها.. سلاما على مسلم من دوار الكرامة ومن فوق تراب الأرض ومني ومن كل حر يرفض التنفيع والتحويلات والسرقة والنهب.. سلاما على مسلم من كل رافضي أن يكون الدستور في جيب أي شخص كان.

سلاما على مسلم البراك.. رمز الصمود ودرع الوطن.

كل عام وأنت بخير يا صوت الشعب وضمير الأمة.