آراؤهم

“الرغاء.. عقب الهدير”

الرغاء والهدير من أصوات الإبل المعروفة عند العرب أما الرغاء فقد نقل ابن منظور في لسان العرب أن رغاء البعير لا يكون إلا عن ذلة . اه
وفي وعينا اللغوي أن الهدير دليل على قوة موقف البعير ولا أدري إن كان يسعف هذا المعنى مستند من لغة.
وعلى أي حال كان الأمر فإن الحالة السياسية الآن لمنظري الربيع العربي و الذين علا صيتهم في السنوات الماضية هي (الرغاء)
فقد انتهى الهدير الذي كان يبشر بالحرية والمساواة ونهاية المستبدين وأتباعهم ممن كان يتحدث عن طاعة ولاة الأمور حتى خيل لبعضهم أنه قد قاب قوسين أو أدنى من أن يعتلي سدة الحكم ليستمتع برؤية المستبدين وقد أشبعهم الصبية صفعا في الطرقات إلى آخر تلك الأماني.
إلا أنه قد حل الرغاء بدلا عن الهدير ففي تونس التي انطلق منها الربيع العربي نرى أن حزب النهضة التونسي قد رضي من الغنيمة بالإياب.
وها نحن نرى بعد الأزمة الخليجية الأخيرة انتشارا للخطاب(الرغائي) فأصبحنا نسمع كلمة فتنة وطاعة ولاة الأمور إلى غير ذلك من الخطاب التصالحي الذي كان قبل سنيات قليلة مثارا لسخرية من يغرد به اليوم!
بل كان هذا الخطاب كافيا لمن نطق بشيء منه أن تحل عليه لعنات التصنيف والتخوين!
فإن كنت حليقا فستكون ليبراليا صهيونيا وإن كنت ذا لحية فستكون جاميا أو قد تحصل على عرض جيد فتكون اثنان في واحد ليبروجامي.
وعلى أية حال فإن الذين استبدلوا الرغاء بالهدير هم لم يتوبوا على الحقيقة وإنما خشوا على أنفسهم من مغبة انتقام الأنظمة ولأن الرزق يحب الخفية وأعتمدوا في الوقت نفسه على (الذاكرة السمكية) لدى الناس التي لن تذكر تغريدة قبل سنوات يمجد فيها منحرف القاعدة أو يحسن فعلها.
أو صيحة في تجمع تصف النظام بأقذع الأوصاف.
ولن يذكر الناس وصف الحكومات بالوظيفة ثم أصبح الدفاع عن بعضها واجبا شرعيا!!

وغير ذلك كثير مما علم الناس واشتهر أو كان في الغرف المغلقة..
ولمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد أقول (أحصاه الله ونسوه)

تعليق واحد

  • السلام عليكم ورحمة الله
    والله إنك أصبت كبد الحقيقة
    لا فض فوك أخي الكريم ،،،، وما أسوأ الغلو حتى لو كان في الدين

أضغط هنا لإضافة تعليق