آراؤهم

“غابة الفساد”

مؤسف أن ترى شبابا في بداية حياتهم يبحثون عن فرصة للغرف من كعكة الفساد من منطلق “من صادها عشى عياله” و”هي خاربة خاربة” جميعها مفاهيم راسخة في أذهان بعض شباب اليوم.

فهذه الأفكار هي جزء من حالة إحباط عامة رعتها الحكومة بصورة مباشرءة أو غير مباشرة، فما هي الرسالة التي تُريد الحكومة إيصالها وهي “تبهذل” محاربين الفساد بين ساحات المحاكم وغياهيب السجون وتفرش السجاد الأحمر لجميع الفاسدين؟ فهؤلاء الشباب هم ضحية للفساد الحكومي الذي بلغ مدى لا يمكن قبوله انعكس على تراجع مستوى الكويت في مؤشر مدركات الفساد العالمي لسنة 2017 !

الفساد تربع وفرخ أجيالاً في الكويت وانتصر انتصاراً ساحقاً على الاصلاح والاصلاحيين ، ولكن الكلمة لايجب أن توجه لحكومة لم تراع سمعة الكويت ولا لمسؤولين عاثوا بالارض فساداً، بل للمخلصين المؤمنين بدولة القانون الذين يشعرون اليوم بالغربة وسط وطنهم، هم من يعملون بإتقان وإخلاص وسط محيط لا يقدرهم لا وبل يرفض أمثالهم، ولسان حالهم يقول:
قالَ لي صاحبٌ أراكَ غريباَ.. بين هذا الأنامِ دونَ خليلِ..
قلتُ كلاَّ بلْ الأنامُ غريبٌ ..أنا في عالمي وهذهِ سبيلي.
من أجمل المشاعر التي تسيطر على الإنسان وهو بمفرده في سكونه بعيداً عن ضوضاء الناس هو شعوره بإحترام النفس. فلا يوجد أجمل من هذا الشعور وأنت تقف أمام مرآة نفسك تراجع مواقف عابرة في حياتك القصيرة الفانية وتتذكر أن الشعور بالمسؤولية لم يفارقك للحظة تجاه أسرتك ولا تجاه المقربين منك ولا تجاه وطنك و الأهم تجاه نفسك. في زمن إندثار المبادئ وإنهيار القيم أمام سطوة المال والمصالح أصبح احترام النفس غاية يصعب إدراكها فقيمة الإنسان تتلاشى مع اندثار مبادئه، يقول مثل إنجليزي شهير “أفضّل أن أكون ارسطو الفقير على أن أكون روتشيلد الحقير”. هنا تكمن قيمة الإنسان في ما يقدمه للحياة مابين صرخة ولادته وحشرجة موته مثل ما قدم أرسطو مفاتيح مهدت لثورات العلم الحديث ،وليس بما يجنيه من مال كروتشيلد تاجر الحروب والأزمات.
للفساد رجاله قيمتهم أمام أنفسهم تساوي صفرا و قيمتهم أمام الناس تساوي أرصدتهم في البنوك وإن انتصروا في إغراق الكويت في بحر الفساد،ولكن إنتصارهم كان في معركة ولا تزال الحرب طويلة، صراع أصحاب المبادئ وأصحاب المصالح، هو صراع الحق والباطل القائم منذ الأزل وكان الباطل فيه زهوقا.

تعليق واحد

أضغط هنا لإضافة تعليق