آراؤهم

“الزائر الثقيل”

في طفولتي أو بداية شبابي أرى وكأنني محميٌ من الابتلاء والمنايا.. لكن وفي ليلةٍ وضحاها.. طرق باب طمأنينتي زائرٌ ثقيل.. فدخل منزلي دون استئذان.. وأصبح يتجول في جميع أرجاء منزلي وأنا عاجزٌ عن إخراجه، تجولت ما بين أصحاب الحلول لعل أحدهم يجد لي حلاً يُخرج به هذا الزائر من بيتي، فعجز الجميع ومرت الليالي المؤلمة ما بين الدموع والأحزان، وهذا الزائر متمسكاً وكأنه شريكٌ في منزلي..
حتى أرهقني حقاً، و حطم آمالي، و جعلني رفيق البكاء، فما وجدتُ طريقاً أيسر و أسهل وأسرع من العودةِ إلى الله، و طرق باب الرحمن بقوة مفجوع خائف متضرع مستغيثٍ برحمة الرحمن، أمواجُ اليأسِ تحيطُ بمركبي في بحر الابتلاء، فيا الله.. خذ بمركبي إلى بر الأمان وأخرجني من هذا البلاء، رباهُ أريد العيش مستقراً مطمئناً، كتبي.. مدرستي.. ألعابي.. رفاقي..، بصراحة كل ما تركت أريدُ العودة إليه.. فضاقت حتى كنت أقول في نفسي سأخرج وسأدع هذا الزائر، وهذا من ضعف الإنسان، فقد قال ربنا سبحانه وتعالى: “وخُلق الإنسانُ ضعيفا” الإنسان ضعيف ولا يحتمل طول الانتظار ك، إلا الصابرين فبينما أنا كسير القلب إذا بالفرج يأتي من سابع سماء فيخترق سقف منزلي “فلا راد لفضله” و يطرد هذا الزائر حيث تمت تلبية الدعاء والنداء والاستغاثة بالحي القيوم، فخرج هذا الزائر (سرطان الدم) من بيتي (جسدي)، فعادت لي الحياه بجمالها بفضل من الله دون أن أقل (محارب) وما شابه ذلك من كلمات تجعل الإنسان يعتمد على قوته الذاتية،؟ومن دعاء النبي صل الله عليه وسلم “ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين” بل اتجهت للتوكل والدعاء والبكاء بين يدي الله.. أنادي من يسمع النمل وتسبح بحمده أوراق الشجر، وسأعودُ منادياً مستغيثاً، وأتمنى منكم النداء، فلقد دخل هذا الزائر بيت والدي، فجعله طريحاً على السرير الأبيض..

نسأل الله له المغادرة العاجلة.

سلمان حسن السويدي
المملكه العربيه السعودية

10 تعليقات

أضغط هنا لإضافة تعليق