آراؤهم

وزارة “كل من إيدو إلو”!

قبل أيام طلبوا محطة إذاعية استضافتي في احدى برامجهم وقبلت طلبهم بكل تأكيد ورحبت بذلك وكان هذا من دواعي سروري أنني أجد جهة تقدر وتدعم الشباب من خلال استضافتهم لنا على أثيرها للتحدث عن المشاريع المستقبلية وعن أمور فنية أخرى.

جرت العادة أنني حين كنت أحل ضيف في برامج إذاعية أو تلفزيونية أفضل قبل اللقاء أن يكون الحوار عفوي ويخلو من التقليدية ولا أشترط من الإعداد طلب الأسئلة لنتحدث بكل شفافية في إطار الاحترام والأدب والقانون ولكن ما حدث بعد دعوة المقابلة الأخيرة كانت الطامة التي قررت بعدها رفض الدعوة .. حيث أنهم اشترطوا علي بإتباع تعليمات بعدم التطرق الى رقابة وزارة الاعلام عندما اظهر في المقابلة ولا أخوض في مواضيع تتعلق بتعسف الرقيب في أزمة المنع الحالية التي طالت كل مبدع واجتاح ضررها المجالات الأدبية والفنية بحجة أن المحطة حكومية تابعة لوزارة الاعلام!

ان كانت هذه التعليمات من قيادات الوزارة فلا حول ولا قوة الا بالله.. لتعلموا يا سادة بأننا في دولة الكويت التي عاشت ونهضت منذ القدم على الحرية التي كفلها الدستور ومن أهم السمات التي يتميز بها شعب الكويت عن باقي شعوب الدول أنه شعب جبل على الحياة الديمقراطية والحريّة ولا يثنيه شيء من قول كلمة الحق وللأسف المحطة الإذاعية المذكورة أعلاه تابعة لإحدى مؤسسات الدولة وليست شركة تملكونها حتى تمنعون ما لا تريدون سماعه وتسمحون ما تريدون سماعه، واعلموا ان التلفزيون والإذاعة سيبقى ملك الناس وأنتم سترحلون!

اعلموا ان محاولة تكميم الأفواه لن تنجح وأن هذه الممارسات ستثير الشارع أكثر من ما حصل في الآونة الأخيرة من اعتصامات اقامها العشرات من الكتاب والقراء ضد تعسف الرقابة ولاقت تأييد وتفاعل كبير من الناس، ولتعلموا أن كلمة الحق ستظل كالشمس “ما يغطيها المنخل” رغماً عن أنوف من لا يريد ذلك ولتعلموا أيضاً بأننا لا نقبل أن نكون دمى يحركها البعض كما يشاء ولن نقبل أن نظهر من خلالكم في صورة بلا لون وصوت بلا ضمير ولتعلموا أن دافعنا في انتقاد الرقابة هو للمصلحة العامة وليس للإنتقام والقاء التهم جزافاً لأن أعضاء لجنة الرقابة قبل أن يكونوا رقابة فهم أخوة وزملاء ونقدنا ليس بشخصهم وإنما بصفتهم وأداء عملهم السلبي الذي عاث في المجال الفني والأدبي الدمار وأصبحنا في ظلهم بلا تميز وفننا وأدبنا أصبح ساقطاً.

وان كانت التعليمات من قبل البرنامج نفسه فلا خير في من يرضخ لإرهاب الرقابة ويستسلم ويجعل له سلطان يقوده ويصبح “بوق” له لا يسمن ولا يغني من جوع ولا يظهر الرأي الآخر خوفاً على مصلحته وعلاقاته ونسوا بأن الأرزاق ليست بيد الوزير ولا الوكيل ولا الرقابة!

وباذن الله .. ما يصح الا الصحيح!

سلمان عبدالله الحبيل
@s_alhubail