آراؤهم

“حجي نويل”

على غرار الصليب الأحمر الذي تأسلم وتحول إلى الهلال الأحمر لدي المسلمين ، اليوم نقوم نحن يا معشر المسلمين بتحويل “بابا نويل” الى  “حجي نويل” كي نشرعن به احتفالنا برأس السنة الميلادية والتذرع بالاحتفال وجواز المشاركة بها مع بقية دول العالم.

لن أخوض اليوم في الجوانب الشرعية لهذا الأمر بما أنني لست إماما ولا فقيه، ولن أحاول تبسيط الأمر واعتباره أمرا مجازا بما أنني لست من تيارات الليبرال ولا من أحبابهم، ولكن بما تبقى لي من هوية إسلامية ولا زلت أحفظ من خلالها مجموعة من آيات الرحمن وأحاديث من سيرة المصطفى الحبيب، يحق لي أن أتفكر وبصوت عال اليوم  وأنا أشاهد حجم الخلاف السنوي المتكرر والذي في كل عام تزداد فجوته وضخامة حجمه بين المسلمين أنفسهم ، خلاف إسلامي إسلامي على جواز أو حرمة الاحتفال بأعياد (الكريسمس) ، نسينا الأهم وذهبنا إلى ما ليس لنا به شأن، خلاف بين مسلم حرم تهنئة المسيحيين باحتفالاتهم ونسي انه لا يصلي ولا يعرف طريق المسجد ، وبين مسلم “ليبرالي” متفتح يدعي حب التعايش البشري أجاز الاحتفال ورأى بأنها من آداب المشاركة البشرية بين الشعوب ونسي أنه بالأمس القريب كان يهاجم بشراسة احتفالات المسلمين بأعيادهم وأنكر عليهم مصليات العيد التي أعتبرها من الظواهر الفوضوية وغير الحضارية .
في كل سنة وأنا أتابع هذا الخلاف يتبين لي حجم الجهل الذي نعيشه وشدة الظلام الذي أعمانا عن بصيرة الدين الحق والذي لو تفكرنا به قليلا فقط في معانية لوجدنا الحلال والحرام بيّن ٌ فيما بينهما،
ولكن مشكلتنا الحقيقية نحن معاشر المسلمين بأننا لا نعرف كيف نصل إلى حقيقة الأمور ، فلا فقيهنا يفقه بكيفية إيصال المعلومة ولا سفهائنا من المتشددين في انفتاحاتهم راضون بالتنازل لسماع صوت البيّنات من القرآن والسنة. إلى أن أصبحنا اضحوكه بين الأمم يتسامرون على خلافاتنا المعتادة والمتكررة ، كل عام وفي ذات التوقيت ونتبادل التهم والشتيمة والهجوم على بعضنا البعض وبقية الشعوب تنجز وتتطور في ركبها .

فتحية (للحجي نويل ) القادم بقوة على خدماته ،،،

صالح الرحمي