أقلامهم

الإرهابيون في الإعلام العربي.. بقلم مصطفى الصراف

كثيرون هم من يمارسون الإرهاب في وسائل الاعلام العربية، ما كان منها مقروءاً أو مرئياً أو مسموعاً، وبعض هذا الإرهاب يظهر تلقائيا، حيث ينضح من إنائه ومن مكنون نفس من يمارسه، وبعضه يظهر مسيرا مأجورا لمصلحة جهات، ثم يعمل على اشاعة الارهاب في اوساط معينة او بلاد معينة خدمة لسياستها، وقد كشف الغزو «الداعشي» على العراق وعلى سوريا ثم التفجيرات التي حدثت مؤخرا في لبنان وفي فرنسا عن هؤلاء الارهابيين الموجودين في وسائل الاعلام، اذ على الرغم من اجماع الرأي العام العالمي والمحلي على استنكار ما يقوم به «داعش»، نقرأ لبعض الكتّاب استحسانا واشادة بما قام به، رغم عشرات الابرياء الذين كانوا ضحية ذلك العمل الاجرامي الجبان، ويصف منفذيه بالمجاهدين، ويحدث ذلك من دون حياء او مداراة للمشاعر العامة او خشية من حظر قانوني، وتساعد على ذلك بعض وسائل الاعلام، اما جهلا، وإما عمالة، وهو ما ينبغي من جمعية الصحافيين التصدي له وشطب اسم من يمارس الارهاب على وسائل الاعلام من عضوية الجمعية، وهذا لا يعني انني أطالب بمصادرة الرأي الآخر، فالرأي الآخر شيء والتحريض على ارتكاب الجرائم شيء آخر، ومن يحرّض على ارتكاب جريمة فهو شريك فيها، والشريك مثله كالفاعل الاصلي امام القانون، وفي نفس الوقت أقف مع حرية الإعلام، مهما اختلف معه، ما دام ملتزما بواجباته المهنية والاخلاقية، وأرفض إغلاق اي وسيلة ما دامت لا تخرج عن التزاماتها تلك.
لقد كثر المتطفلون في وسائل الاعلام مع كثرة انتشارها، ولذا وجب التمييز بين الغث والسمين.
مصطفى الصراف