فن وثقافة

تجليات فلسفية: شرر ورماد ذواتنا المسحوقة

“أكون أو لا أكون” سؤال عميق جدا من هاملت في مسرحية شكسبير، فلسفي أكثر منه نصاً أدبياً بليغاً، سؤال يوحي بأزمة وجودية يندر بل يستحيل من لا يقع فيها في مرحلة من مراحل حياته.
‏??
‏فكم منا من همس هاملت بذات السؤال بداخلة، حتى اضطربت روحة اليأسة ولم يجد إلا أن يتخذ طرق الشر، فقط ليثبت وجوده بهذا العالم الذي تكاد تفدنه ذوات غيرة، فإما أن يَدفن أو يُدفن هذا هو الحل!، فهو بعد ذلك إما ديكتاتور يسحقهم جميعاً، أو أناني يدفن من يتقدمه واحد تلوى الاخر، وإما ذلك الجشع الذي لا يقوى إلا الضعيف منهم زمرا، ليبقى ولو في ذنب الزمرة الباقين!.
‏??
‏وكم منا ايضا جاهد باحثاً عن ذاك الخير الذي ظن أنه لا يعيش إلا في قمم الجبال او هاجر لبلادٍ بعيدة غير بلادة!، ليثبت ذاته و وجوده عندها، وان يكون في معسكرها وبين حرسها، فيقع بغير قصد بــشرٍ تقنع بقناع الخير، ويتوهم بأنه هو، فقط لانه لا يشبه ذاك الشر الذي في بلادة!، فيكون حجراً جديداً وقع على رقعة شطرنج صراع أرباب الشر المتخاصمين منذ الازل.
‏??
‏ذواتنا نار تشتعل فجأة بشرر سؤال وجودي كما سؤال هاملت، إما بحماس الشباب المتقد أو بيأس المشيب الحارق، والخير كل الخير لها أن تكون منارةً مضيئة للتائهين في الصحراء والبحر، على أن تكون قبساً لسهام نار حربٍ لا شأن لنا فيها.