أقلامهم

حسن عبدالله عباس يعتبر تعزية النائب مسلم البراك بمقتل الإمام الحسين من باب الدعاية الانتخابية

فقرات طائفية لمجلس 2012


د. حسن عبد الله عباس


حمدا لله على انتهاء اسوأ تجربة سياسية «دستورية» مرت على الكويت. فبعد سقوط حكومة الفساد، كان مهماً جداً أن ينتهي عمر هذا المجلس التعيس الذي لم نر فيه سوى وجوه الفاسدين ماليا وعنصريا.
يعزي مسلم البراك الشيعة بفاجعة الإمام الحسين سلام الله عليه. بعد التعجب والضحك المستهجن نقول، مضى على استشهاد الإمام الحسين (ع) اكثر من الف وثلاثمئة سنة وليس قبل ايام من انتخابات 2011، ولا ندري إن سمع البراك عن تضحية الإمام الحسين قبل كسره لباب مجلس الأمة أو بعد الكسر! ولماذا ضمير «ضمير الأمة» لم يهتز حينما رأى شيعة البحرين في المنامة فعلوا وخربوا وكسروا مثلما فعل هو في الكويت، ولماذا صوت «الحنجرة الذهبية» لم يُسمع بعد التعزية وبعد تقرير تقصي الحقائق وليعتذر للشعب «الشيعي» البحريني!؟ إن كان يحمل البراك كل هذا الحب، لماذا قبل بطرد نائبي شيعة لم يقترفا جريمة بأكثر من تأبينهما لمقاتل شيعي أجرى عمليات ضد إسرائيل (أو يزيد بن معاوية بحسب فهم البراك)!
السيد حسين القلاف له مواقف ظريفة. قبل أيام انتقل من خانة الاصطفاف الحكومي الكامل لخانة المعارضة بعد صدمتِهِ من الانقلاب الحكومي وضرب موالينها بعرض الجدار. سيد لماذا تتوقع الحكومة ستستقر على رأي، ألم تبِع «الإخوان» قبلك، ألا تذكر ما فعلته بوزير الطاقة العليم، ألم تسمع برواية «لا يلدغ المؤمن»، ومقولة «من حلقت لحية جاره»، ألم تتشقلب الحكومة مرة اسلامية ومرة ليبرالية ومرة شيعية ومرة ومرة ومرة، الدهشة لماذا أنت مندهش؟ لا أدري السبب مع أن التشقلب عادة سياسية، فأنت شخص ولست حكومة ومع ذلك تشقلبت كثيراً، فمرة تمثل الأمة والنظام الديموقراطي، ومرة تريد حلا غير دستوري، ومرة تحترم إرادة الناس والنظام الديموقراطي الحر، ومرة ترهبهم دينياً وتدعو عليهم لأنهم خذلوك وخذلوا آل الرسول (ص)، ومرة تتشاور مع أهل المنطقة وتنزل برغبتهم واستجابة للضغط الشعبي عليك، ومرة تقدم استقالتك وتسافر وأهل دائرتك آخر من يعلم، ومع أنك حلفت بأنك لن تترشح، مازلت موجوداً إلى الأسبوع الماضي في البرلمان!؟
وأخيراً، النائب المثالي وليد الطبطبائي يموّت من الضحك. هذا النائب عنده ولله الحمد الكثير من المواقف «العاقلة». فمثلا يقول بأنه لن يترشح في قائمة فيها عضو شيعي، وطالب بمحاربة «الشيعة» البحارنة وضربهم، وبضرورة ارسال الجيوش لقتلهم مع أنهم يطالبون هناك بمطالباته نفسها هو هنا، ووقف معارضاً شرساً لمسجد «الشيعة» البهرة، وقال للشيعة في الكويت «أليس فيكم رجل رشيد»، ومع أن هناك فرق شاسع بين المذهب كفِكِر وكعقيدة وبين الناس من حيث أنهم مواطنون قبل وبعد كل شيء، لكنه مع كل ذلك يقول «السنة يعيشون قصة حب من طرف واحد مع الشيعة»!