أقلامهم

هلال الساير أحد ضحايا كوهين وأزمة وفد البحرين .. مبارك الدويله

مبارك فهد الدويله

إذا عُرف السبب..

استغربت ــــ كما استغرب غيري ــــ من هذا الهجوم النيابي المعترض على توزير هلال الساير مرة أخرى لوزارة الصحة! ومع أنني لست فرحاً بإعادة التوزير هذه، لأن ما بيننا وبينه ما صنع الحداد كما يقولون. لكن عبارات الاعتراض التي صدرت من بعض النواب عليه جعلتني أتوجه إلى أحد وكلاء الصحة، والذي قابلته في احدى المناسبات الاجتماعية، لأمطره بسيل من الاسئلة عن مكنون هذا الاعتراض وأسبابه.

وكانت المفاجأة عندما أجاب بالتفصيل عن أسئلتي وأزال الاستغراب الذي لدي. ولذلك، ولعلمي بأن الكثيرين مثلي كان وما زال لديهم هذا الاستغراب، فإنني أذكر لهم وأسطر ما سمعته من هذا الوكيل من باب اذا عرف السبب بطل العجب.

اما كبيرهم وسيدهم الذي أعلن أن توزير الساير هو سقوط لخط الدفاع الأول عن سمو رئيس الوزراء فقصته أنه تقدم بطلب علاج في الخارج لاحدى قريباته ــــ شافاها الله ــــ ولما كان العلاج متوافرا في الكويت رفضت اللجنة تحمل مصاريف علاجها، فطلب تدخل وزير الصحة الذي احترم قرار اللجنة، فيما اعتبر النائب ان هذا الموقف تجاهل لمكانته وعدم احترام له، فشن عليه هذا الهجوم الذي استغربه الكثير.

صاحبنا الآخر كان له دور في تشكيل قافلة وزارة الصحة التي انطلقت لمساعدة البحرين في مصيبتها التي ألمت بها، لكن المسؤولين البحرينيين ــــ ولأسباب أمنية ونفسية لم يعلنوها ــــ رفضوا دخول القافلة الكويتية واعتذروا من الحكومة الكويتية، عندها ثارت ثائرة صاحبنا وطالب وزير الصحة باتخاذ موقف قوي وارغام الاخوة في البحرين على قبول القافلة، وهذا ما لم يتمكن من عمله الوزير الساير، الذي اصبح في مرمى نيران صاحبنا النائب الذي عرف عنه اتزانه ووقاره، لكن الدوافع كانت أقوى من كل هذه المشاعر فكان هذا الموقف العدائي ضد الوزير.

اما ثالثة الأثافي فسببها «كوهين»، الذي اغرق وزارة الصحة بمناقصاته، الا ان واحدة منها كانت اسعارها عالية ولا تنطبق عليها شروط المناقصة، فما كان منه الا ان طلب من الوزير التدخل، وطبعا الوزير راجع الاوراق ولم يغير من النتيجة شيئا لعدم انطباق الشروط، فما كان من هذا الاعلامي التاجر الا ان سخّر بعض نواب المجلس وبعض منابره الاعلامية ضد إعادة توزير الساير.

انا بصراحة ما همني رجع ولا ما رجع، لكن يحز في نفسي ان يعتقد البعض انه يستطيع بما يملك من امكانات ان يغير الحقائق ويقلبها الى اباطيل او العكس ويستسهل هذه الممارسات مع هؤلاء المسؤولين. لكن لا نملك إلا ان نقدر للوزير الساير هذه المواقف.

للعلم.. تم حل الحكومة بعد ان قدم نواب استجوابات للشيخ ناصر المحمد والوزراء احمد الفهد ومحمد الصباح وهلال الساير، وكان الجميع قد ادرك ان سبب الحل هو تلافي هذه الاستجوابات!

السؤال الذي يطرح نفسه: رجعت الحكومة ورجع هؤلاء.. اذاً لماذا تم حل الحكومة؟