أقلامهم

ذعار الرشيدي: المصيبة ان مشكلاتنا المزمنة ضاع «صندوقها» كما ضاع الصندوق الأسود للطائرة الماليزية.

غبي.. وما أقدر «أفنشه»! 
بقلم: ذعار الرشيدي
يؤمن البشر على اختلاف مستوياتهم الثقافية بـ «تمائم الحظ» فمنهم من يعلق حجابا لجلب الحظ أو حتى سلسلة رخيصة يرى انها جالبة للحظ، حتى ان بعض اللاعبين يتطير بـ «حذاء قديم» ورغم اهترائه إلا انه يصلحه ويصر على اللعب به كل مباراة، ويختلف التطير من شخص لآخر، أما أغرب ما رأيت فهو أحد الأصدقاء الذين يمتلك مؤسسة «على قده» ويعمل فيها عامل آسيوي، ولا أذكر انني زرته في مكتبه في تلك المؤسسة إلا ويشتكي من بطء العامل في تأدية ما هو مطلوب منه، بل وبطء فهمه لما هو موكل اليه أيضا، وفي آخر زيارة لي الى مكتبه قلت له: «إذا كان بهذا السوء الذي تدعيه فلماذا لا تستغني عن خدماته؟!» نظر إليّ وقال: «ما أقدر أفنشه»، فسألته: ليش ماسك عليك شيء؟ أو متسلف منك فلوس؟ فأجاب: «تصدق.. لا.. بس أتفاءل فيه»، وعندما سألته عن اكتشافه لهذا الأمر، قال: «كلما غادر الى بلده في إجازة سنوية يتوقف العمل في المؤسسة وتتعطل طلباتها بشكل غريب، حتى انه في مرة عندما غادر الى بلاده توقفت 3 معاملات مالية لي في المناقصات، وفي أول يوم عمل له تمت الموافقة على المعاملات المالية الثلاث دفعة واحدة، وعندما أردت ان أقنعه أن الأمر صدفة رفض وقدم لي دلائل أخرى على بركات العامل الآسيوي.
****
وبما ان كل شيء متوقف في البلد بشكل طبيعي فأتمنى على الحكومة ان تقوم بجلب جميع أفراد عائلة العامل الآسيوي «المبروك»، بل وأقربائه من الدرجة الأولى وحتى السابعة عشرة وتعيينهم في وزارات الدولة وهيئاتها، فربما يتغير شيء ما، فنحن «على الحالتين» لا نتقدم خطوة واحدة إلى الأمام.
****
ليس في الأمر مزحة هنا، فالوضع غير الطبيعي الذي نعيشه تنمويا يتطلب حلولا غير طبيعية، ربما، أقول: ربما يتم حل شيء ما من العقد التنموية التي تملأ البلد.
****
دائما ما يطالبوننا بأن نفكر خارج الصندوق عند مواجهة مشكلة ما، ولكن المصيبة ان مشكلاتنا المزمنة في البلد.. ضاع «صندوقها» كما ضاع الصندوق الأسود للطائرة الماليزية.. لن يعرف أحد ماذا حصل أو ماذا يحصل؟