أقلامهم

محمد المقاطع: معزوفات السلام مع إسرائيل حقيقتها سراب.

الديوانية 
دولة العدوان الصهيوني وغزة 
الاسم: أ.د. محمد عبدالمحسن المقاطع
أثبتت أحداث الاجتياح البري الإسرائيلي لغزة، بعد أسابيع من القصف بالطائرات والصواريخ، أن إسرائيل دولة عدوان مستمر، كيف لا وهي أساساً كيان أقيم على اغتصاب أراضي المسلمين ومقدساتهم في فلسطين السليبة، ومن ثم فإن معزوفات السلام مع إسرائيل حقيقتها سراب، فالسلام يعني سلاماً من جانب واحد. أما العدوان الإسرائيلي وقتلها للمسلمين واعتداءاتها المتكررة على الأراضي العربية، فإنها تسمى في اصطلاح الغرب المنحاز «دفاع عن النفس»، تقصف غزة ليل نهار ويقتل الأبرياء، ويقال عن ذلك «دفاع عن النفس»، تجتاح غزة برياً، ويسمى ذلك «دفاع عن النفس».
إن خيار السلطة الفلسطينية في قطاعي الضفة وغزة هو أضحوكة علينا لإقامة حزام أمني لحماية إسرائيل طالما أن هذين القطاعين تحت الهيمنة المباشرة لإسرائيل، فلا ينظر لعدوانها عليهما أكثر من كونها أعمال ردع عسكري داخلي لما يهدد أمنها، وهو ما وضع القطاعين تحت رحمة ما تقرره إسرائيل وتدخلها العسكري في أي لحظة، ولا يعتبر ذلك غزوا أو حربا، ومن ثم لا معنى ولا قيمة للسلطة ما دامت الأراضي التي بسلطتها هي أيضاً بتصرف السلطة الإسرائيلية، فلا معنى لهذا الوضع، ولا بد من أن تولد دولة فلسطين الكاملة والقدس عاصمتها، حتى تحفظ أراضيها وأبناءها من العدوان الإسرائيلي المتكرر، فمن العيب أن نرى كل تلك العربدة الإسرائيلية ونبقي الأوضاع على ما هي عليه، بل ونتمسك بها ونقول على إسرائيل أن تحترم اختصاصات وصلاحيات السلطة الفلسطينية على القطاعين، وفي الحقيقة إن إسرائيل ومعها الغرب لا ترى في عدوانها تدخلا في أراض محظورة عليها، ولذلك تصريحات الغرب تقول إن على إسرائيل أن تتقصى في عملياتها أقصى درجات ضبط النفس، وهي تقوم بعدوان وحرب شاملة مكملة لحصار طويل لغزة سبب موتا بطيئا لأهلها، ومن ثم فمن المفترض أن يعتبرها كل العرب والمسلمين حربا عليهم، فيعلقوا اتفاقيات السلام أو يلغوها ويكونوا في حالة تأهب ضد إسرائيل أو على الأقل التهديد باتخاذ إجراء منها كما فعل الغرب في قضية أوكرانيا، حتى يتم ردع إسرائيل فعلا بعدما خرقت كل المواثيق والقرارات الدولية ولم يتم ردع عدوانها من قبل «المجتمع الدولي» المنحاز لها، خصوصاً عند محاولة إعلانها القدس عاصمة لها، وها قد شهدنا تساقط أعداد كبيرة من الشهداء من بين المدنيين والأطفال، مما يؤكد أن دولة الصهاينة المغتصبين هي دولة عصابات إرهابية.
ويبقى المشهد المؤلم هو الصمت العربي الرهيب الذي يبرر الصمت الدولي وعجز مجلس أمنه عن ردع هذا العدوان، مع انحياز الغرب المستمر باستخدام حق النقض (الفيتو)، مما يعني ضرب آخر مسمار بنعش الأمم المتحدة ومجلس أمنها.
اللهم إني بلغت.