أقلامهم

محمد المطني: ما تطلبه غزة ليس مستحيلا او مبالغا فيه.

نقش
مبادرة غزة 
محمد المطني 
مازالت قوات الكيان الصهيوني تمارس عربدتها على قطاع غزة في صمت دولي رهيب لم نعتد عليه سابقا، وربما سنتعود قريبا على هذا الوضع المسخ ان استمر هذا الامر دون ضجيج ودون تحركات فما بين تحرك بطيء للجامعة العربية واستنكار ناعم لباقي الدول، حصدت الآلة العسكرية الصهيونية الكثير من الشهداء ودمرت ما تريد من بنية تحتية ومن مستشفيات واحياء سكنية ومازال اهلنا صامدين يواجهون هذا العدوان بكل ما يملكون وبشجاعة لا يستطيع احد ان ينكرها.
اعلنت كتائب القسام خبرها المفرح عن أسر جندي صهيوني وهو الامر الذي ستكون له تبعات سياسية كثيرة على ميزان القوى وخصوصا على المبادرات التي يسعى الكثير لعقدها بين المقاومة الفلسطينية والكيان الصهيوني، فعليا لم يهزم الكيان الصهيوني الى الآن لكن رد فعل المقاومة الفلسطينية داخل قطاع غزة كان الابرز، فمنذ اعلان الصهاينة التدخل البري ونحن نشاهد كفة اخبار الحرب نوعيا تميل لصالح المقاومة الفلسطينية وهو امر مبشر بقرب انتهاء هذا العدوان السافر باتفاق يكون ملائما اكثر لإخواننا في غزة، تحول ميزان القوى هذا يتطلب منا مراجعة اي مبادرة لتتجاوز هدف ايقاف اطلاق النار الى تحقيق مطالب اخرى ينادي بها الشعب الغزاوي.
انطلقت المبادرة المصرية وفق هدف واحد معلن وهو ايقاف اطلاق النار والتفاوض بعد ذلك على اي موضوع بين الطرفين، رفضت الفصائل المقاومة هذه المبادرة لعدم وجود بنود خاصة بامور عديدة مثل الحصار والاعتقالات والصيد والزراعة، فقطاع غزة يعاني من حصار اقتصادي وعسكري استمر وقتا طويلا تم فيه منع الشعب الغزاوي من ابسط حقوقه الانسانية فبجانب الاعتقالات والاختراقات الحدودية لم يعد مسموحا حتى للصيادين في غزة بممارسة الصيد بالاضافة الى منع المزارعين من زراعة اراضيهم الممتدة حتى السياج الحدودي.
ما تطلبه غزة ليس مستحيلا او مبالغا فيه، وعلينا جميعا دعم هذه المطالب المشروعة ودعم تعديل بنود المبادرة المصرية ما يسهم في فك الحصار الصهيوني على القطاع ويضمن عدم تكرار الاعتداءات الصهيونية والاعتقالات ومنع اهل غزة من امور اساسية كالصيد والزراعة، فكل ما يريده اهلنا في غزة هو حفظ حقهم في العيش بكرامة وبحرية.
اما مصر فقد كانت وستبقى حضن المقاومة الفلسطينية والداعم الاول في التاريخ للشعب الفلسطيني ومهما حصل ومهما قيل لا يمكن انكار دورها في دعم هذه القضية واحتضانها، ونحن هنا نأمل ونتمنى ان تستمر مصر في لعب هذا الدور التاريخي واعادة النظر في بنود المبادرة المصرية لتتماشى مع الوضع الجديد ولنضمن لغزة ولشعبنا هناك مستقبلا افضل. تفاءلوا