أقلامهم

فهيد البصيري: المنتخب يلعب الكرة السياسية !

المنتخب يلعب الكرة السياسية !  
| د.فهيد البصيري | 
سأكتب عن الرياضة، فتحلوا بالروح الرياضية.
وللأمانة ومن دون مبالغة فإن منتخب الكويت (للدحة) يوما عن يوم يحقق إنجازا لم نكن نتوقعه منه في دورة الخليج، لأننا نعرف أنه يفتقد اللياقة البدنية، ولكن وللأسف تبين لنا أنه يفتقد اللباقة أيضا، وحل هذه المشكلة بسيط، ومحامٍ شاطر و«فهلوي» من محامي هذا الزمن الجميل، يستطيع أن «يمرمغ» لا عبينا الأبرياء ببلاغ ولو كان كاذبا، ويرفع عليهم قضية الإخلال بقانون الوحدة الوطنية والتصرفات التي توحي بالعنصرية، على أساس لماذا يرقص اللاعبون (الدحة) عند الفوز، ولا يرقصون العرضة، أو(الفرينسي)، ثم ( شخبار) الهبان؟ والحق ليس على اللاعبين بل على الإداريين ومرافقيهم من (العظامة)، والذين لا يزودون اللاعبين بالإرشادات المهمة، حتى لا يقعوا في المحظور، فهم مازالوا صغارا، ويعتقدون أن كل شيء جائز عند الفوز! وللأسف لم يجدوا عاقلا واحدا يقول لهم إنهم لا يمثلون أنفسهم أو عائلاتهم فقط، بل يمثلون شعبا بأسره، وتصرفاتهم يجب أن تكون مدروسة سلفا، وأن الرياضة قبل كل شيء فن وقيم وأخلاق.
ومع أننا نتكلم عن الرياضة إلا أن السياسيين لهم في كل عرس قرص، وكالعادة دخلوا على الخط، وتذكروا أن هناك لاعبين بدون في المنتخب، ونسوا أن هناك مئة الف غيرهم في الكويت ومنذ عقود، وابتكروا حلا جديدا لهم، وهو أن الجنسية تحت أقدام اللاعبين، مثلما الجنة تحت أقدام الأمهات، وتصوروا لو أن أحد اللاعبين أحرز هدفا في المباراة الأولى، وفرحنا وأعطيناه الجنسية، ثم ضيع هدفا من ركلة جزاء في المباراة الثانية عندها ستكون ليلته سوداء لأننا سنسحبها منه! وتصوروا لو أن أحد اللاعبين الكويتيين أحرز هدفا في مرمى الكويت فهل نسحب الجنسية منه ونعتبره خائنا للوطن؟!
ونصيحة اتركوا لاعبينا في حالهم، ولا تتلاعبوا بأعصابهم، ولاعبونا البدون هم كويتيون بالفطرة، ولا يحتاجون تزكية من أحد، وهم أكثر ولاء من كثير من بعض السياسيين الذين يتكسبون من ورائهم هذه الأيام، فإن كان هؤلاء السياسيون جادين في حل مشكلة البدون (ولا أظن ذلك)، فلا بأس من تجنيس اللاعبين على ألا ينسوا البقية، فهذا الحل غير كاف، ويجب أن يوضع حل شامل وعلى أسس ومعايير واضحة وثابتة، ليشمل جميع أبناء البدون اللاعبين وقبلهم المعاقون والنساء ويسبقهم الأطفال ؟وعندها ستكتشفون أن مشكلة المنتخبات الوطنية، ومشاكل أخرى كثيرة حلت تلقائيا، من دون أن نضطر للقفز على القانون أو نتعرض لإحراجات أو ابتزازات دولية.