أقلامهم

محمد الجدعي: فلتنقذوا ما تبقى من أطفال سوريا.. حتى لا تصيبكم لعنتهم إلى يوم الدين!

مؤتمر المانحين والخذلان المبين!
بقلم/ محمد الجدعي


• تلكؤ وتنطع مستغربان في الدفع من قبل أغلب الدول التي حضرت مؤتمري المانحين الأول والثاني!
يامن يعاتب مذبوحـاً على دمـه
ونزف شريانه، ما أسهـل العـتبا
من جرب الكي لا ينسـى مواجعه
ومن رأى السم لا يشقى كمن شربا
(نزار قباني)
سنة بعد سنة، وما زالت الأزمة السورية في عنت وتقهقر، بل وانحدار مريع! وما زال هناك أكثر من 12 مليون لاجئ سوري «مسّهم الضر» وهم في العراء يرزحون ما بين صبّارة زمهرير قارس.. وفَيْح حر شامس! مشردين على الحدود ما بين الأردن والعراق ولبنان وتركيا! هاربين من سعير حرب أهلية، ما بين حاكم متجبر وميليشيات بعضها متمصلح، وبعضها الآخر متهور! حتى ضيّعوا القضية وضاع معها حق الشعب السوري الذي يئن ويحن للعودة إلى وطنه المهدر! عدا عن تبدد أحلام أطفاله الذين تشردوا مع أهاليهم بلا بيت ولا مأوى ولا حتى تعليم.. من دون حول منهم ولا قوة!
فها هي الكويت وبسياستها الخارجية العقلانية، الحكيمة والرحيمة.. خصوصاً في ما يتعلّق بالتعامل مع الأزمات ذات الطابع الإنساني، فإننا نجدها دائماً سباقة في غوث اللاجئين وإعانة الفقراء والمعوزين، وقد حشدت قبل عامين مؤتمر المانحين للأزمة السورية.. تبعته بمؤتمر ثان، جُمع فيهما مال يقل عن مليارين ونصف المليار دولار (ثلثه من الكويت)! وتستعد الآن لإقامة مؤتمرها الثالث، واضعة نصب عينيها دعم وتخفيف المعاناة عن ملايين اللاجئين السوريين عبر تقديم مساعدات إنسانية «عاجلة»، بعد أن تكشف للعالم أوضاعهم المعيشية الصعبة، بعد طول أمد الأزمة واستمرار الصراع!
عموماً، ما أثار استغرابي تلكؤ وتنطع مستغربان في الدفع من قبل أغلب الدول التي حضرت مؤتمري المانحين.. الأول والثاني! والتي قدمت وعوداً بتقديم مساعدات فورية للشعب السوري المكلوم، ولكن يا للأسف كان ذلك أمام الشاشات ومن خلال مانشيتات الصحف ليس إلا! وان هذه الوعود قد خابت وتبخرت في الهواء الطلق ومن دون أن يحصل الشعب السوري على ما أقرته تلك الدول المتنطعة في المؤتمرين السابقين، باستثناء دول الخليج وبعض الدول الأخرى التي احترمت تعهداتها! والكويت اليوم وهي تستعد للتحضير للمؤتمر الثالث، أليس من الإنصاف والاحترام لمشاعرنا ومشاعر الشعب السوري أن توفي تلك الدول التي حضرت سابقاً بالتزاماتها بتسليم تبرعاتها المزعومة قبل أن تحضر لمؤتمر ثالث وربما رابع؟! أليس من الأجدر أن تؤخذ من كل الوفود المشاركة وعود قاطعة، جازمة وحاسمة.. حتى لا تتبخر وعودها الجديدة.. فور مغادرتها هذا المؤتمر.. وكأن شيئأً لم يكن؟!
• خاتمة:
فلتنقذوا ما تبقى من أطفال سوريا.. حتى لا تصيبكم لعنتهم إلى يوم الدين!
m.aljedei@gmail.com