أقلامهم

محمد المطني: قوانين المروءة هي عدم استخدام القوة مع من لا يملك الرد.

حدثنا التاريخ عن مروءة العرب قبل إسلامهم وامتدادها بعد الاسلام في قصص وحوادث كثيرة، وحدثنا عن اخلاق الفرسان التي لا ينفرد بها المجتمع العربي فقط بل تكاد ان تكون متطابقة ومتكررة في أي تجمع بشري على أي بقعة جغرافية فمكارم الاخلاق ليست حكرا لأحد لا لعرق ولا لدين ولا لطائفة، هي قوانين الطبيعة التي يعترف بها الجميع وهي التي ترفع شخصية ما وتخلدها وتحط بأخرى الى مزابل التاريخ.
تنص قوانين المروءة على امور عديدة ولعل أفضل من شرح مصطلح المروءة وعرفه هو من قال: المروءة مجموع الاخلاق الطيبة كلها، وفي المقابل تتضاد الكثير من الأطوار والمصطلحات مع المروءة وبالنسبة لي أجد ان أكثرها خطرا والقاضي الوحيد عليها ومحبطها الأول هو حالة الدناءة.
أحد قوانين المروءة هي عدم استخدام القوة مع من لا يملك الرد، عدم قتال من لا يملك السلاح، وعدم تجاوز الخلاف مع الشخص والوصول الى نقاط ضعفه للقضاء عليه، عدم استخدام كروت الشروالعائلة، رد الحجة بالحجة وعدم شخصنة الخلاف ولا ظلم من يقف أمامك.
نعاني من تفشي ظاهرة الدناءة عندما ينقل الخلاف في قضية ما الى اعلان الحرب الشاملة ومحاولة كسر بعضنا بعضا والسماح باستخدام كل سلاح دون رادع ودون حتى رفض مجتمعي يعزل من تهاوى الى هذا المنزلق وقبل على غيره الظلم والكذب لكي ينتصر، ما نحتاجه هو تشكيل جدار اجتماعي صلب يفرض هذه القوانين ويدافع عنها ويعزل من يخرقها، فمواقع التواصل الاجتماعي ممتلئة بالعديد من الأمثلة السيئة لهذه التوجهات والأطوار والخوف كل الخوف أن تنضم هذه الأمثلة الى منظومة الثقافة وتصبح أحد أجزاء عاداتنا وتقاليدنا.
الحرية ليست شتيمة، والانتقاد ليس شتيمة، خيط رفيع يفصل بين الاساءة والانتقاد والحرية والوقاحة، خيط يحدده المجتمع لا القوانين والسلطة، يحدده الوعي لا الارهاب الفكري، وجود الوقاحة لا يعني أن الحرية هي المتهمة بل سوء استخدامها، وتقويم الحرية يكون بممارسة المزيد من الحرية، دعونا نحلم ونعمل للوصول الى مجتمع حر كامل المروءة . تفاءلوا