أقلامهم

«بدنا رأسك ورأس عاشور وشافي !

بعد سلسلة من المقالات التي سطرتها ضد مايسمى بدولة «داعش» واصفاً إياها بالإرهابية ومتسائلاً عمن يدعم هذا التنظيم المجرم، ومستغرباً من تمددهم بسهولة من العراق للشام.. ومن دمشق إلى لبنان وليبيا.. ومن طرابلس إلى أطراف مناطق الأكراد والأتراك.. وصلتني رسالة تهديد عبر «تويتر» في الأول من مايو الماضي تقول بالحرف الواحد «إرهاب.. رح نعلمكم معنى الإرهاب.. بس قليلا من الوقت.. ولسا بدنا رأسك ورأس كل من يحارب الدولة الاسلامية»!
هذه الرسالة لم تكن هي الوحيدة بل مع تشعب الآراء وتطرقي إلى مواقف كنت قد اختلفت بها سياسياً مع نائب مجلس الأمة صالح عاشور ومن ثم تطرقي إلى الشيخ الدكتور شافي العجمي حول قضايا مشابهة وصلتني رسالة أخرى من «داعش» تقول وبالحرف الواحد «راسك وراس عاشور وراس شافي بدنا ياهم..»!
رسالتا التهديد هاتان اللتان وصلتاني من «داعشي» أطلق على حسابه «القصاص الشامي» باسم «أبوعامر الشامي» مفادهما أمر واحد لا أمران.. هو أننا جميعا مستهدفون سنة وشيعة فجميعنا من وجهة نظر «داعش» يجب القصاص منهم وتقطيعهم إرباً إرباً بعد التمثيل بهم والتفنن في طريقة الذبح والسحل والتفجير!
كيف التقى الكاتب فكرياً مع عاشور وعاشور مع شافي حتى نجتمع معا أمام هذا التنظيم الإرهابي الذي وضعنا في سلة واحدة كما وضع أيضا النائب السابق الدكتور وليد الطبطبائي ليصبح اليوم مطلوباً رأسه في الوقت الذي يسعى البعض لتزييف الحقيقة ويقول بأن الطبطبائي يؤيد «داعش»!
«كلنا في الهواء سواء».. هذه الرسالة ظهرت واضحة بعد التفجير الأخير لمسجد الإمام الصادق في منطقة الصوابر الذي قصد التنظيم به ضرب وحدتنا الوطنية ليدب بيننا الخلاف سنة وشيعة!
ولعل من يحصي عدد الذين قضوا على يد إرهاب «داعش» منذ بداية ظهوره إلى اليوم لوجد السنة أكثر من الشيعة بل وقد أقحم المسيحيين في الحسبة الأمر الذي يظهر فيه هذا الفكر المتطرف أنه لا يميز بين المذاهب في القتل بل من لا يؤيده في اتباع خلافته المزعومة هو المستهدف وبالتالي يكفر ويستباح دمه!
****
على الطاير:
– نقول للبعض قاربنا المبحر واحد فلا تخلطوا الأوراق بإثارة الإشاعات وترويع البشر مع بث النعرات الطائفية، وفتح باب الملامات وإلقاء التهم على بعضكم البعض في وقت أثبت فيه الحادث الآثم الأخير موقفاً وطنياً ومثالاً يحتذى في وحدة الصف ومتانة الجبهة الداخلية.
بقي أن نستعد بعد تلك السطور السابقة لرسالة جديدة من «داعش».. نرقمها بالثالثة!
…ومن أجل تصحيح هذه الأوضاع بإذن الله نلقاكم!