عربي وعالمي

حماس وفتح تحملان الحكومة الإسرائيلية المسؤولية
استشهاد رضيع فلسطيني حرقا على يد متطرفين يهود

استشهد طفل فلسطيني عمره عام ونصف، وأصيب والداه وشقيقه بجروح ليل الخميس الجمعة، في حريق بمنزلهم، تسبب به مستوطنون في الضفة الغربية المحتلة، حسبما أفادت به أجهزة الأمن الفلسطينية. 
وتابع مصدر نفسه بأن أربعة مستوطنين تسللوا إلى دوما جنوب نابلس، أضرموا النار في المنزل الواقع عند مدخل البلدة الفلسطينية، وكتبوا شعارات على أحد الجدران قبل أن يهربوا إلى مستوطنة مجاورة. 
وأوردت وكالة وفا الفلسطينية أن الطفل الذي يدعى علي سعد دوابشة، توفي نتيجة الحريق، بينما أصيب والده ووالدته وشقيقه (4 سنوات) بحروق من الدرجة الثالثة. 
من جهتها، حمّلت الرئاسة الفلسطينية، الجمعة، حكومة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عما أسمته “الجريمة البشعة”، التي قام بها المستوطنون، وأدت إلى مقتل رضيع فلسطيني، وإصابة ثلاثة من عائلته بجراح قرب نابلس، في الضفة الغربية.
وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة، نبيل أبو ردينة، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا”،  إن “هذه الجريمة ما كانت لتحدث لولا إصرار الحكومة الإسرائيلية على الاستمرار بالاستيطان وحماية المستوطنين”.
وأضاف أن “صمت المجتمع الدولي على هذه الجرائم وإفلات الإرهابيين القتلة من العقاب، أدى إلى جريمة حرق الرضيع دوابشة، كما حدث مع الطفل محمد أبو خضير”.
وكان الفتى أبو خضير، قد اختطف في الثاني من تموز/ يوليو العام الماضي، على يد ثلاثة مستوطنين، من بلدة شعفاط، شمال القدس، وأقدموا على قتله حرقا، ما أدى إلى مواجهات في مدن الضفة الغربية كافة، والأوساط العربية داخل الأراضي المحتلة.
وقال أبو ردينة إن “الجريمة ستكون في مقدمة الملفات التي ستقدم إلى محكمة الجنايات الدولية؛ لمحاسبة كل من شارك فيها”، مضيفا أنه “لم يعد مقبولا الإدانة اللفظية لهذه الجرائم من المجتمع الدولي، والمطلوب خطوات عملية تؤدي إلى محاسبة المجرمين، وإنهاء الاحتلال”.
من جانبها، حمّلت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، الحكومة الإسرائيلية مسؤولية مقتل الرضيع الفلسطيني، في بلدة دوما، قرب مدينة نابلس.
وقالت الحركة في بيان لها إن “قتل الطفل علي دوابشة حرقا، جريمة نكراء تتحمل مسؤوليتها قيادة الاحتلال والحكومة الإسرائيلية، التي تحرض على قتل الفلسطينيين بما فيهم الأطفال العزل”.
وأضافت أن “هذه الجريمة النكراء تجعل جنود الجيش الإسرائيلي والمستوطنيين أهدافا مشروعة للمقاومة في أي مكان”، بحسب البيان.
وطالبت حماس “المقاومة الفلسطينية بالرد المناسب مع حجم الجريمة، لردع المستوطنين الذين وصفتهم بالقتلة، عن جرائمهم”.
بدوره، قال الناطق باسم حركة “حماس” في الضفة الغربية، حسام بدران، إن الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، سيرد على جريمة مقتل الرضيع علي دوابشة.
وأضاف بدران في بيان صحفي أن “استشهاد الرضيع دوابشة جريمة بشعة تستدعي ردا استثنائيا من شعبنا ومقاومتنا”، مشددا على أن “المقاومة ستعرف طريقها السريع لتلقين الاحتلال ومستوطنيه درسا قاسيا رادعا على هذه الجريمة”.
وحمّلت حركة “فتح”، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وحكومته، المسؤولية عمّا أسمته “الجريمة الجبانة التي قام بها المستوطنون اليهود فجر الجمعة في قرية دوما جنوب نابلس”، التي أدت إلى مقتل رضيع، وإصابة عائلته بحروق بالغة.
وقال المتحدث باسم الحركة أحمد عساف، في بيان صحفي إن “التحريض المتواصل ضد الشعب الفلسطيني وقيادته من قبل قادة المستوطنين، وهم ذاتهم أقطاب في حكومة نتنياهو، أدّى إلى هذه النتيجة الكارثية صباح اليوم”، مشيرا إلى أنها “جريمة ضد الإنسانية”.
وأعلن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، الجمعة، أن الحريق الذي أضرمه مستوطنون في منزل في الضفة الغربية المحتلة، وأدى إلى مقتل طفل حرقا، وإصابة ذويه بجروح، “عمل إرهابي بكل معنى الكلمة”.
وأشار نتنياهو إلى أنه أصدر الأمر للقوات الإسرائيلية “من أجل استخدام كل الوسائل التي في تصرفها من أجل توقيف المسؤولين وإحالتهم أمام القضاء”.
 
وعلّق وزير الحرب الإسرائيلي موشيه يعلون، على الحادثة بالقول، إن هجوم المستوطنين الذي أدى إلى مقتل طفل فلسطيني “عمل إرهابي”.
وينتهج المستوطنون المتطرفون سياسة إرهابية تعرف باسم “تدفيع الثمن”، وتقوم على مهاجمة أهداف فلسطينية، وكذلك مهاجمة جنود في كل مرة تتخذ السلطات الإسرائيلية إجراءات يعدّونها معادية للاستيطان.
وتشمل تلك الهجمات تخريب ممتلكات فلسطينية وتدميرها، وإحراق سيارات ودور عبادة مسيحية وإسلامية، وإتلاف أو اقتلاع أشجار زيتون. ونادرا ما يتم توقيف الجناة.