أقلامهم

ذكرى أليمة ولكن!

في كل عام يستذكر الكويتيون جميعاً ذكرى الغزو الغاشم لدولة الكويت.. يُذكر فيها من الأسى ما يذكر.. ومع استذكار لآلام التجربة ملحوق باسماء الشهداء.. وعرض واف للأسباب التي أدت لهذا الغزو.. عدا عن ترديد ذكر البطولات والتضحيات التي تمت.. والمواقف والقصائد التي كتبت.
واليوم، ونحن نمر في الذكرى الخامسة والعشرين لهذا الغزو الغادر، وممن يفترض بأنه أخ.. ولكنه غدر بأخيه واستباح حرماته، ناقضاً العهود وضارباً عرض الحائط بحقوق الجيرة التي نصّ عليها الدين، وحرمتها الأعراف والقوانين الدولية! لذا، فقد وجب علينا فعلا هذا الاستذكار، وكان لزاماً علينا دوماً هذا الاستحضار، لكي لا ننسى.. أو ببساطة ألا نُنسى! فالحدث كان جللا، والأمر كان عظيما، ولكن يا ترى هل استفاد الناس من تلك التجربة رغم مرارة الطعم، ورغم عظم الآلام وذكراها العصيبة؟
برأيي، حقيقة أننا لم نستفد منها إطلاقاً.. ربما على العكس تماماً! وحالنا اليوم هو أكبر شاهد، ويؤكد على ذلك، إذ لم يتبق لنا إلا حب الوطن ظاهرياً.. مع كثير من التلاحم المبهر وقت الأزمات.. فقط لا غير! ولكن ياللأسف.. ما زال هناك كثيرون ممن يتعاملون مع الوطن بشكل مؤقت، وبغير إخلاص ولا تفان.. وكأن الكويت زائلة وهم باقون.. أو أن الكويت هشة ضعيفة.. وقد تتعرض لغزو آخر لا سمح الله.. وبالتالي ل.مَ الإخلاص في العمل.. أو التعب من أجل رفعة هذا الوطن وإعلاء كلمته.. ومصيره قريباً أن يختفي!
فيا سبحان الله من هذا المنطق المعوج والقلب السقيم! ولإن استمرت بهم هذه الحال، وبهذا النمط من الفعل والتفكير السلبي العقيم.. لبقيت الكويت.. وهم من سيزولون من دون فائدة يجنونها.. ومن دون وطن يترحم عليهم.. سوى تاريخ غير حافل.. يدون لأجياله القادمة تخاذلهم.. وستبقى الكويت حرة أبية.. ومستقلة رغم أنف الجميع وستدوم.. ولن تضيع حتى ولو خذلها بعض من أبنائها!
محمد الجدعي
MAljedei@