أقلامهم

يوسف الشهاب: تعيينات الوزراء.. شيلني وأشيلك

شرباكة 
يوسف الشهاب 
ما الذي يدفع اي وزير إلى تعيين قيادي في منصب وكيل او وكيل مساعد او حتى مدير ادارة ومدير عام من خارج قطاع العمل؟! هل هي الضغوط النيابية والتهديدات بالاستجواب، وبالتالي رضوخ الوزير تجنبا للمساءلة، ام هي العلاقة التي تربط ما بين الوزير والقيادي المنتظر من خارج الوزارة، ام هي الارضاءات والمجاملات بين الوزراء انفسهم، حيث الاستجابة لرغبة هذا الوزير بطلب زميل آخر له بتعيين صاحبه على ان يرد الوزير الآخر الجميل للوزير الاول بتعيين صاحبه لديه.. كل هذه الاحتمالات واردة وغير مستبعدة في عالم الوظيفة العجيب الغريب عندنا، ولا تعجب يا اخ العرب ما دامت اهراماتنا الوظيفية مقلوبة ببركات الوزراء.. ورحم الله العزيز الدكتور احمد الربعي صاحب الهرم المقلوب في زاويته.
في كل وزارة او هيئة وجود موظفين من ذوي الكفاءة ينتظرون الفرصة بالتدرج الوظيفي والوصول الى المنصب القيادي، هذا حقهم ما داموا هم اصحاب الميدان والعارفون بكل صغيرة وكبيرة فيه.. وما دام كما يقال: «اهل مكة ادرى بشعابها»، فإن اهل الوظيفة ادرى بطبيعة العمل والمسؤولية التي عليهم في ادارة شؤون الوظيفة، خصوصا اذا كان هؤلاء يشعرون انهم يؤدون واجبهم بالامانة والصدق، ويملكون سجلا حافلا بالكفاءة ونظافة اليد.
لا تخلو اي وزارة او هيئة من الكفاءات المبدعة والقادرة على الانتاجية اليومية وخدمة الآخرين في معاملاتهم، اكثر من هذا ان مثل هؤلاء يشرفون الوزارة والعمل الوظيفي، ومع ذلك كله يتجاهلهم الوزير لانه يرى فيهم الرفض على اي قرار او اجراء غير قانوني منه، لان معاليه الله يطول عمره، لا يريد من احد في وزارته ان يقول له مايصير، خصوصا اذا جاء الامر اليه من نائب كامل الدسم يهدد ويتوعد بالاستجواب.
اعرف الكثير من القيادات الناجحة في مواقعها تركت المنصب بعد ان رأت ان الوزير جاء بشخص من خارج الوزارة لمنصب لا يستحقه خبرة ولا خدمة، اللهم لانه من جماعة الديوانية، او توصية نائب او علاقة قرابة احترموا انفسهم وتركوا المنصب، لانهم «اي تلك القيادات ليست محطة مرور للوزير ولانها تشعر بكرامتها التي لا تتنازل عنها تحت اي تبرير»، وما دام الوزير لا يحترم اللوائح والمعايير في التعيينات فلا جلوس ولا تعامل معه ما دام كل وزير يتعامل مع زميله بسياسة شيلني وأشيلك.
• نغزة
لو احترم كل وزير الاصول والاعراف في اختيار القيادات لوزارته وترك المجاملات لما صار حال جهاز الدولة الوظيفي يعاني من الترهل والفوضى واللا مبالاة.. طال عمرك.
يوسف الشهاب