كتاب سبر

( بن لادن ) و ( بن كلب ) !

أما قبل :

فطَعْمُ المَوْتِ في أمْرٍ حَقِيرٍ

…………… كطَعْمِ المَوْتِ في أمْرٍ عَظيمِ(المتنبي) 

“ارفس” باب المقال .. عزيزي القارئ ..”ادفشه” بقدمك .. فباب مقالي ليس أكثر قدسية من باب “الأقصى” المُستباح .. واستنقي ما أعجبك من بنات فكري .. واظفر بذات الدين .. تربت يداك .. فمقالي طويل نوعاً ما .. وسوف أؤجل قليلاً الكتابة عن حكومة ناصر المحمد .. السابعة على حسب مقياس “ريختر”.. !! 

لطالما اختلفت أنا وصديقي في نسب وأصل الدنيا .. حيثُ أزعم أنا إنها “بنت كلب”  ويدعي هو إنها “بنت هرمة” .. حتى حادثة مقتل “بن لادن” .. فكانت بمثابة حكم إثبات نسب .. إنها “بنت كلب” مع سبق “النباح والتوسد” .. لا طُهر بها إلا “ذكر الله” .. ومن غرابتها .. كوني مشغوفاً “بالليبرالية” .. وأرثي  من لو طالت يداه عنقي لضربها .. بتهمة التحرر .. أو بجريرة دفاعي عن “الشيعة” من أبناء وطني .. أو ربما  لأني أطرب لأنغام “عبادي الجوهر” .. ولكن ذلك هوى بالنفس (لهَوَى النّفُوسِ سَرِيرَةٌ لا تُعْلَمُ) برأي المتنبي .. أو لأني لا أفعل كما يفعل البعض بحياكة ثياب “الحق” .. على حسب أذواقهم وأوزانهم .. وعندما يسمنون أو ينحفون .. لا يليق بهم ارتدائه .. ويصبحون عرايا .. !!

 أسامة .. يا أبا عبد الله .. لأن الأمم التي لا تهرق “العرق والدم” لتقدمها .. حتماً سوف تذرف “الدمع” في تخلفها .. فأهل الشام أوصدوا “باب الحارة” وفتحوا “باب الحضارة” .. فاتهمهم النظام بالتخابر مع “الكرامة” والعمالة “للحرية”.. وقبضوا على بعض “القيم” وقليل من “المبادئ” .. خبأها أحد الثوار تحت وسادته .. تصور أن النظام هناك مَنع صلاة الجمعة في محافظة “درعا” .. ولعله كتب على أبواب المساجد “مُغلق للصلاة!” … (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ) .. ذلك لأن (هبل) يشغل منصباً مرموقاً عندهم .. وإني أفكر جدياً يرعاك الله .. أن أقيم كُل مواعيدي “الغرامية” في “هضبة الجولان” المجاورة للحدود الإسرائيلية .. كونها أكثر الأماكن أماناً …. !! 

وماذا أحدثك عن ليبيا واليمن .. فحتى إبليس من هول ما رأى هناك .. فـّر إلى عرشه بحراً .. مذعوراً يتوسل أن تمر الثورات على ما يرام .. لكن كلها أيام ونزُف عواصم الدول العربية .. إلى بعلها الجديد “العدل” .. وتكون أول العرائس .. تتزوج وتضع “المحمّر” على خدها .. وهي “أرملة”!! 

 أسامة بن لادن ..(كُل الطرق تؤدي إلى روما) إلا طرقك لا تؤدي إليها .. بل تقصد بك  إلى “جبال كابول” .. حيثُ الكهوف ما زالت تمارس عادتها بأن تكون أحضانها ملجأً دافئاً .. لكل من آمن بربه .. وخشى تكالب الأمم عليه .. تركتنا نحن الأمة .. التي أعزنا الله “بالبترول” فإذا ابتغينا العزة بغيرة أذلتنا “أمريكا” .. نحن الأمة التي تؤمن أن من كان في قلبه مثقال ذرة “بغض لأمريكا” لا يدخل “مجلس الأمن” .. ومن سذجنا رأينا أن حج البيت “الأبيض” فرضاً لمن أستطاع إليه سبيلاً .. دولاً عربية تسترق السمع على أعتاب “الأمم المتحدة” لتعرف ما هي فاعلة بها .. “وجامعة الدول العربية” لو مّر بالقرب منها أحدنا تمتم (…أنتم السابقون ونحن اللاحقون…) ولأننا سمعنا أن الرسول كان جاره “يهودياً” .. فاقتدينا به .. وجلبنا كل “صهاينة” العالم ليكونوا جيراننا  في “فلسطين” .. وعندما أوصانا المولى بسابع جار .. وفرنا لهم كل سبل الراحة والأمان (ليتك تتعلم من العرب.. يا جارنا بومساعد الضفعة!) وكانت الكرامات مقبورة  في الأجساد  مكفنة بالزي العسكري  في لحد الثكنات .. أما “مخزومية عصرنا” لم نقطع يدها .. وإن سرقت “النفط”! .. بل حفرنا القبور الجماعية .. لكل الجياع الذين سرقوا في “عام الرمادة” في أعوامنا.. وبتنا شعوباً وقبائل “لتتفاخروا” .. عدونا يفكر يحتل العالم .. ونحن جُـل همنا متابعة “كأس العالم” .. كم هو مُضحك منظرنا ونحن مُتصلبون أمام برنامج “شا(غـ)ـر المليون” .. ذلك لأن حين قام أسلافنا بـ(فتح مكة) .. أضعنا نحن الأحفاد المفتاح .. ولم نحتفظ بنسخة “سبير” منه .. حمداً لله أن لحومنا لا تؤكل .. ودمائنا أرخص من أن يُسكر بها لسمعت الجرسون يقول ( عايز ستيك لحم بقري يا فندم .. ولا حاب تتعشى خفيف وأجيب لك يا باشا لحم عربي مع التوابل) .. !! 

 قـُتلت أنت يا أسامة بطلقة بالجبين أي إنك كنت مقبلاً غير مُدبر.. وكل ما حصل إننا شجبنا وسخطنا وغضبنا .. فقامت الزميلة “رانيا السعد” بكتابة مقال في “محمد عبده” كمناجاة له في مرضه من هول الصدمة .. وكتب “الوشيحي”مقالاً ساخراً لاذعاً لرجال الدين وتصرفاتهم متمللاً (عزالله انطردنا من سبر) .. وملأ “مبارك البذالي” الدنيا ضجيجاً “وهياطاً” .. ونسيت “ريما صالحة” في العربية .. أن صناعة الموت “ميد إن قندهار” .. وشمتت بك “أسيل العوضي” وكأن لسان حالك يردد بيت النابغة الذبياني (كم شامتٍ بي إن// هلكت وقائلٍ لله درهُ)!!

 هم ينزلون إلى البحر “بالمايوه” عرايا إلا أنت يا أسامة .. نزلت إلية بكل زينتك يسترك كفنك .. ألقوا قطرات الماء على جثمانك .. وأصبح ماء البحر عذباً ..  وحَسدت صحراء “أتاكاما” الأمريكية “بحر العرب”.. الذي لو تبخر ماءه لأمطرت السماءُ إقداماً .. وطرق التاريخ أبواب جيرانه .. مُتسلفاً حبراً يكفي ليكتب سيرتك .. وقسم أبطال “هوليود” تاريخنا غروراً إلى “بن لادن” وأخر “بن كلب” ورددوا بيت حافظ أبراهيم ( قد ملأنا البحر من أشلائهم // فدعوهم يملئون الدُنيا كلاما) .. !!

 في فمي كلامٌ لم تخرجة “فرشاة الشجاعة” .. فبقى يلتهمه “سوس الجُبن” .. والمواطن العربي يدعو بطول العمر لرئيسه وهو يسير في جنازته .. لسنا مثلك نؤمن أن سفينة الحياة .. لا تسع إلا لشيء واحد .. إما الرجل أو مبدأه .. فكان قبرك بحراً .. كما يقول أبوتمام (بإسقائِها قَبْراً وفي لَحدِهِ البَحْرُ) .. !!

 صعلكه :

حين يتقاتل أبناء الوطن الواحد .. ابحث عن كفن وقبر يتسع .. لحجم الوطن!

 

محمد خالد العجمي  .. أو (أبوعسم سابقاً) وفي رواية أخرىtwitter:@abo3asam