كتاب سبر

الخباز

الخبّاز

في عالم أسواق الأسهم هناك مقولة راسخة “حين تجد سائق التاكسي يتحدث عن البورصة اعلم أنه آن الأوان للتسييل والخروج من السوق حالاً “، ولقد أثبتت هذه المقولة صحتها قُبيل – كما يقول الدويسان – العديد من الانهيارات السوقية.

ما أن بدأت زوجة عمي تتكلم عن سهم المخازن في يوم ما حتى تخلصت منه وأنا أدندن مع عبد الكريم عبد القادر : عافك الخاطر خلاص ، وما أن أصبحت الأمهات في مدرسة ابني يتناقشن عن المستوى الجديد لسعر سهم زين حتى قلت للسهم المدلل: هذا فراق بيني وبينك.

ولقد فررت بجلدي و “بيزاتي” في تلك الحالات وغيرها  وأثبتت النظرية البسيطة صحتها على الدوام،  فحديث العامة عن أسواق الأسهم ظاهرة غير صحية تدل على ارتفاع شريحة المستثمر غير الرشيد الذي يتحرك وفق التوجه فإن وجد إقبال على شراء سهم وقف في طابور الشراء وإن تزايد بيع سهم انتقل إلى الطابور الآخر دون أسس استثمارية سليمة.

وكما أن حديث العامة عن الأسواق المالية ينم عن خلل فإن الحديث الدائم والمتواصل للعامة عن السياسة ينم عن خلل ويعكس داءً خطيراً أظنه – وبعض الظن إثم وليس كله – انعدام الثقة في المنظومة السياسية بمختلف لاعبيها من حكومة و برلمان .

يقول المثل الشعبي الدارج : “أعطِ الخبز خبازه ولو أكل نصفه”، ورغم الغش والتدليس الذي يدعو لقبولهما هذا المثل إلا أن المعضلة التي تواجهنا كعامة هي أن الخباز سيأكل نصف الخبز ويحرق النصف الآخر بكل بجاحة، وعليه على الشعب أن يقف على رأسه يوجهه ويرهبه ويهدده عله يحظى في نهاية المطاف بربع خبزة مقرمشة يسد بها رمقه لحياة معقولة .

 هذا ولا أتوقع أن يقل الاهتمام بالسياسة خلال الفترة القادمة بل سيتصاعد نظراً لشعور الغالبية بأن مستقبلها ومستقبل أبنائها مهدد بالاحتراق على يد خباز مبتديء عليمي ، لذا سنستمر في المتابعة وتناول السياسة مع الشاي صباحاً ومكبوس الدجاج  ظهراً والبلاليط ليلاً إلى أن يرزقنا الله بخباز جديد ماهر، عندها سيعود كل منا للاهتمام بتخصصه ومجاله ومحيطه الصغير. 

.

ختامها شعر 

رئيسنا ينهى ولا ينتهي

نحنُ عجينٌ وهو خبّاز

أبو الفضل بن الوليد –بتصرف

Twitter @walladah