كتاب سبر

الكويت رواندية ولاجنوب افريقية !!

الكويت رواندية ولاجنوب افريقية !!

الحمدلله الذي لا يحمد على مكروه سواه أما بعد : 

نعيش مؤخرا تصاعدا خطيرا و مستمرا في معادلة التشكيك للطرف الآخر و كأن كل فئة هي الممثلة الشرعية لشعب الله المختار !!

و لعل هذا التصاعد الخطير هو عملية ممنهجة عقبت حملة نبيها خمس الذي حين شعرت السلطة بضعفها امام تحالف جميع مكونات الشعب قررت أن تلعب بالنار كأنها لا تعلم أن من يلعب بالنار يحرق نفسه !!

نبيها خمس شهدت نجاح الشعب و علو كلمته لذا لم أرَ الكويتيين يتحدون مرة أخرى إلا في استلام المنحة الأميرية فالخمس سنوات الماضية كانت تعصف بنا رياح الفتنة و تتقاذفنا أمواجها العالية مرة سور و خارجه و أخرى بدو حضر و ثالثة بياسرة و أصيلين و رابعة سنة و شيعة و خامسة نزهاوي و جليباوي !!

خمس سنوات و السلطة تلعب بنار ” فرق تسد ” لأنها تعلم جيدا أن حين يتحد الشعب سوف يفرض الإصلاح و أعمار الكويت و حماية الشعب من صراعات الفاسدين لذا لم تبدِ السلطة اهتمامها لنتائج ما تفعله أو تقوم به فالأكثر أهمية لديها هو أن يكره كل مواطن الآخر و يعتبر كل مواطن نفسه هو الوحيد الكويتي و الباقي كلهم مرتزقة أو تكفيريين أو مزدوجين أو مزورين أو هيلق أو ناعمين !!

رواندا أعطت العالم درسا في كيفية أن تكره فئات الشعب بعضها و لم تخلف حربها الأهلية إلا مليون قتيل و جريح فقط و كل هذا كان نتيجة كلمة واحدة سمعوها على مدار سنوات طويلة هي “أنتم صراصير”، و لكن ماذا فعل الشعب الرواندي بنفسه .. لقد أهلكها و لم تعد رواندا مستقرة لأن كل فئة بعد هذه السنوات الطويلة من السلام و الهدوء ما زالت ترى الفئة الأخرى موضع تشكيك !!

أما جنوب أفريقيا فقد عاشت سنوات طويلة في عنصرية مقيتة سببها لون البشرة و بعد سنوات طويلة من القتل و التعذيب عادت الوحدة الوطنية و شارك السود لأول مرة بالعملية الديمقراطية فأتى ماديبا إلى الحكم و هي اسم قبيلة مانديلا لذا يطلقون الأفريقيون هذا اللقب عليه ….

و وجد ماديبا كل فئة تشك بالأخرى و لا تثق بها و السود يريدون الانتقام للسنوات العجاف و البيض يريدون حماية أرواحهم لكن بكل بساطة استفاد من لعبة الرغبي المحبوبة عند البيض المجهولة عند السود فجعل جنوب أفريقيا كلها تقف وراء المنتخب في كأس العالم و تدعمه عبر تنفيذ فكرة بسيطة هي أن قام منتخب الرغبي بجولة في الجمهورية كلها و مساعدة الأطفال و المرضى و تحقق الحلم و فازوا ببطولة العالم و عادت جنوب أفريقيا إلى صدارة أفريقيا و قيادتها !!

الكويت تعيش ما عاشته رواندا و جنوب أفريقيا فالمواطنين تحولوا إلى مدافع هاون تنتظر إطلاق الصواريخ بكل اتجاه منتظرة فقط خطأً بسيطاً، لتشعل الأرض و ما عليها و لا أعتقد أن منتخب كرة القدم سوف يوحدنا لأن الاتحاد برئاسة طلال ولا أعتقد الهدف الاقتصادي يجمعنا لان علي ماسك الغرفة ولا أعتقد الديمقراطية تقومنا لأن ناصر المحمد نال الدكتوراه الفخرية من جامعة رواندا في تخريب الوحدة الوطنية !!

إذاً ما هو الحل ؟ 

الحل بسيط جدا و هو أن يستعيد الكويتيين إنسانيتهم التي أضاعتها السلطة في تحويلنا إلى مدافع هاون تترقب أي فرصة للنيل من الآخرين !!

و الإنسانية لا يمكننا استعادتها إلا حين نثق بالبشرية و للأسف يمكن للكويتي أن يثق بسعودي أو إيراني و لكن بكل تأكيد لن يثق بجاره الكويتي !!

و نسأل الله الرحمة للكويت و شعبها أما حكومتها فهواء جنيف كفيل بها !!