أقلامهم

من خمس حكم تعلمها الشيخ سلطان بن حثلين من جده الأول راكان، وبعد أن بسمل وحوقل وذكر الله.. خلص إلى الكتابة عن الشيخ أحمد الحمود

حيا الله… رجل المهمات الصعبة


في زمن الثورات والاغتيالات والاحتجاجات والاستجوابات ابحرت بذاكرتي في يم الأحداث المحلية الماضية والحاضرة مستشرفا المستقبل لبلدي الكويت الآمن المستقر، وغصت في قاموس الألقاب والعبارات لأخذ ذخائري من جواهر الأدب في اللفظ ودرر المعاني لاكتب رسالة حب صادقة لرجل المهمات الصعبة.


وبعد ان بسملت حوقلت وذكرت الله، حاولت ان اجمع عباراتي في سطور قليلة تحمل معاني كبيرة لأخ من اخواني القريبين من النفس، هذا الرجل العسكري الصارم في قراراته والرياضي القديم والمحب لتكافؤ الفرص أمام الناس دون واسطة وهو القيادي المجرب في نصرة المساكين والضعفاء الذين لا سند لهم الا الله ثم فزعة ذلك الرجل لحل ما يعترضهم من مشكلات.


وأعترف ابتداء بان حروفي وكلماتي وسطوري طاشت أمام شريط الذكريات ووجدت معينا ساعدني على استكمال كتابة رسالتي وهو «حكمته وحنكته» وكما كبيرا من المواقف والاقوال والافعال ما ساعدني على تسطير هذه الرسالة على مساحة من الورق والتي لو استرسلت لضجت بانجازاته وما وسعتها صفحات الجريدة.


أكتب اليوم عن «نموذج كويتي» من بيت الحكم فيه ما يستحق ان يظهر للناس، فما دخلت مجلسا او ديوانا او مكانا به جمع من الناس في الكويت الا وذكر اسمه بالكثير من الصفات الجميلة وهذا ما جعلني اشحذ قلمي واسطر مقالة «شكر وتقدير» الى هذا الرجل المناسب لهذه المرحلة الصعبة التي تصدر اسمه في تشكيلتها الحكومية مع «اخويه» حيث نكن لهم كل احترام وتقدير.


بلا شك ما كانت هذه الشخصية ستصل الى الظهور والمشاركة الا باختيار موفق من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ـ اطال الله في عمره المديد ليواصل بناء الدولة وثقة غالية من ولي العهد الأمين سمو الشيخ نواف الأحمد ـ وتزكية مباركة من رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ ناصر المحمد ومحبة غامرة من شعبه الكويتي العزيز الملتف اليوم حول حكامه في قناعة تاريخية ثابتة وعبر التاريخ القديم اتضحت في زمن الاحتلال العراقي الغادر الغاشم في الثامن من اغسطس للعام 1990 عندما قال الشعب الكويتي كلمته الواضحة لكل العالم «نحن من الشرعية وحكامنا آل الصباح الكرام».


عرفته على الدوام رجلا عسكريا سواء كان في الداخلية أو الدفاع، تدرج من ضابط الى مدير ادارة الى محافظ الى وزير ومستشار في المناصب الرسمية، اما الرياضية فهي كثيرة لا احصيها «فهو عضو في النادي العربي ورئيس لاتحاد المبارزة ونائب رئيس اتحاد كرة القدم ورئيس للجنة الأولمبية وامين لصندوق الاتحاد الآسيوي ورئيس للجنة المسابقات في الاتحاد الآسيوي» وغيرها كثير منه ما سقط من ذاكرتي ومعلوم في خبايا الأرشيف.


لقد تعلمت من جدي ركان الأول ـ طيب الله ثراه وسيرته ـ خمس حكم وهي:


1- لا تمد كفك للكفوف الردية.


2- ولا تسوق رجلك للذي ما يدانيك.


3- وخلك خوي ما يخلي خويه.


4- وافزع ومنهو جاك بالضيق ناخيك.


5- وخلك كريم وافي بالعطية والطيب والاحسان اول مباديك.


من هذا كله خلصت الى الكتابة عن وزير حكيم يطبق الحكمة القائلة «اسألوا العلماء وخالطوا الحكماء وجالسوا الفقراء» وهو في حياته بالفعل يعزز مكانة العلماء ويشاور الحكماء ويخالط كل شرائح شعبه من غني وفقير ولا ازكي على الله احدا.


رسالتي اليوم مفتوحة لأخي الشيخ أحمد الحمود الجابر المبارك الصباح – نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية الموقر الذي ارى في عودته استحقاقا للاصلاح المنشود، فهو رجل المهمات الصعبة والحمول الثقيلة، فكلنا يذكر عندما زار اخواني اعضاء مجلس الأمة في ديوان أخي النائب الكريم مبارك الوعلان – وهو للتو تسلم منصبه، ولن ادخل في التفسيرات، لكنه اكيد اطف‍أ تأزيما ما بين السلطتين.


ان الشعب الكويتي يا «أبا حمود» العزيز ينتظر منك نقلة نوعية في الخدمات لانك عودتنا دائما ان تعرف الحقائق من خلال زياراتك الميدانية لا التقارير المرفوعة والوسطاء.


الكل يذكرك يا «ابا حمود» يوم نجحت بعد التحرير في جمع ترسانة الأسلحة غير المرخصة عندما مسكت هذا الملف بجدارة وحققت نتائج باهرة اوجدت ارتياحا عند المواطنين.


تذكر يا «أبا حمود» ان الناس لا تنسى فهم دائما يذكرونك في فترة ما بعد التحرير في الفترة الحرجة والكويت تعيش اعلان الطوارئ بيد الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله ـ رحمه الله ـ يومها كنت الرجل الذي اعاد استتباب الأمن للديرة عندما توليت حقيبتي الدفاع والداخلية، وشاركت بهمة في ملف الأسرى و«عرعر» شاهدة على وقفتك الأبية في هذا الملف في الافراج عن الأسرى.


نعم، نجحت في حياتك كعسكري ومحافظ وسياسي ومستشار، وكل هذه الألفاظ لم تزدك الا تواضعا مع الناس فكان الكل يذهب الى اليرموك كل سبت اما لرؤيتك او قضاء حاجة وكنت على الدوام سيفا مجربا في المنصب وفي استراحة المحارب.


يقولون ان امهات الاخلاق يا «أبو حمود» اربع:


الحكمة والشجاعة والعلم والعدل، وانت في مسيرة حياتك جعلتها خصلة من سجاياك، فتوكل على الله، فالأمل كبير ان نشهد في الأيام القادمة انجازات كبيرة تحقق الأمن والسعادة والاستقرار للكويت وشعبها في ظل صاحب السمو الأمير أطال الله في عمره وسدد خطاه في سبيل الخير والصلاح.


أبا حمود: انت محاط اليوم بدعوات المخلصين المحبين لك، لانك بجدارة احد ركائز الحكم واستقراره وتطوره.


 


أمير قبيلة العجمان