كتاب سبر

الشهد والدموع

الشهد والدموع


 


الحمدلله الذي عافانا و لم يجعلنا من اهل الانبطاح و الانشكاح اما بعد :


اود ان اعتذر اولا من سمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الصباح حفظه الله على ما بدر من الشعب الكويتي بشكل عام و مني انا بشكل خاص من تشكيك في عمل هذا الرجل العظيم الذي اعاد بناء الكويت بعد ان كانت منهارة بفعل العوامل الجغرافية التي وضعتنا بجانب جار قاسي لا يعرف الحق و لا الجيرة و لا العروبة .


وصلتني بعض المعلومات عن ما دار بين الوفد الكويتي و الوفد الايراني و للامانة هذا ما اجبرني على الاعتذار من رئيس الوزراء الذي قام بتوبيخ وزير الخارجية الايراني و سلّمه رسالة احتجاج على تصريحات المسؤولين الايرانيين و يذكر احدهم ان الرسالة تجاوزت العشرين صفحة مكتوبة باللغة الفارسية حتى يفهم نجادي الرسالة بشكل واضح !!


و لا بد ان اذكر جزئية هامة هي ان محمد صباح السالم الله يهديه وافق على اعادة تبادل السفراء بين الكويت و ايران وفقا للطلب الايراني الا ان ناصر المحمد رفض ذلك الا بعد ان تقوم الخارجية الايرانية بتقديم اعتذار رسمي للكويت عن تصريحات مسؤولين ايرانيين و قام بعض المسؤولين الكويتيين بمحاولة تهدئة ناصر المحمد الذي كشر عن انيابه و قال لهم ” لا تمسكوني مو ايران اللي تهدد الكويت ” و يُقال ان احد المسؤولين باس خشم ناصر المحمد و قال له ” طالبها منك يا بو صباح هالمرة عشاني ” فقال ناصر و هو يبعد خشم هذا المسؤول عن وجهه ” لا يمكن نتنازل عن كرامتنا “.


و من اجل ان يُحرج ناصر المحمد و يكون امام الامر الواقع قام وكيل وزارة الخارجية باعلان اعادة تبادل السفراء مع ايران و حين علم ناصر المحمد بذلك قام بحذف ما حوله من علب شوكولاته و نماذج السيارات التي يريد شراءها من المال العام على بعض المسؤولين الكويتيين صارخا في وجوههم ” يا كلاب يا خونة تتركون الوحدة الخليجية و تركضون لايران ” و اقام احد المسؤولين صلاة الميت على اتزان الحكومة الكويتية و رئيسها حيث ان التهور الناصري تجاه ايران قد يعود على الكويت بالخطر فلا يقبل العقل ان يقوم رئيس الحكومة الكويتية بطرد وزير الخارجية الايراني من ديوانه قائلا ” اطلع يا حقير و تأكد ان الكويت لن تتخلى عن عروبتها يا صهيوني ” !!


و قررت الحكومة ان تجتمع لتقديم استقالة احتجاجا على تصرفات رئيس الوزراء التي اثرت على امن الكويت و الامان الذي يعيشه الكويتيون في ظل وجود جار هادئ محب معطاء كريم هو الجار الايراني و علم ناصر بخطة الفاسدين من الحكومة و قدم استقالته مسببة و سرب منها نسخة الى جريدة الصباح جاء فيها ” اقدم استقالتي احتجاجا على التنازلات التي تقوم بها وزارة الخارجية و كذلك على نفي الكويت مسؤولية ايران عن شبكة التجسس و محاولة الصاق تهمة الشبكة بجزر المالديف “.


و خرجت الجماهير الى الشارع تصرخ ” احه احه مش حتتنحى ” و كانت الجموع الجماهيرية بالآلاف و ذكرت وكالة الانباء الفرنسية ان عدد الحشود حسب ما ذكره سعود الورع و هو يبكي الماً يتراوح ما بين مئتي الف كويتي ليس من بينهم موظفو متحف السيارات التاريخية و بيت الاعمال الوطنية و لا يوجد بينهم اي وافد يقول ” غير السوباح ما نبي “


و سافر وزير خارجية ايران خائفا من تهور رئيس الحكومة الكويتية و طلب من نظيره الكويتي محاولة تهدئته لان العلاقات الكويتية الايرانية لا يجب ان تتأثر بشبكة تجسس او تهديدات او محاولة قلب نظام حكم في دولة خليجية لان هذا كله سحابة صيف و طأطأ وزير خارجيتنا رأسه لعلمه ان ناصر المحمد لن يقبل التنازل عن كرامة و سيادة الكويت و عروبتها!!


 


ناصر المحمد شرايك فيني و انا اجذب ؟