آراؤهم

النظام البرلماني

أعزائي قراء جريدة سبر، مقالي هذا يأتيكم على استحياء، فقد سطرت كلماته دون يقين مني، أيُنشرُ ؟ أم يُهمل ؟ وفي كلتا الحالتين فإني لا أدري، أشرٌ أريد بي ؟ أم أراد بي ربي خيرا ؟ لذلك آثرت أن يكون قصيرا.

إنه لمن المعيب أن يخلو مقالي الأول من التهنئة بصدور هذه الجريدة الالكترونيه، فتهنئة من القلب أبعثها للمؤسسين والعاملين والقراء متمنيا لهذا العمل بلوغ المراد.

يمر وطننا العربي العظيم في هذه الأيام العصيبة بحالة من الغليان على وقع ثورات متتالية ومتلاحقة تعصف بالعواصم العربية، وسيكون لنا معها وقفات، وبالرغم من هذا فقد يكون من المخجل أن تتحدث أولى مقالاتي عن شأن خارجي، خارج حدود الكويت، هذا البلد المعطاء الذي أنعم الله علينا بأن جعلنا من أبنائه، نعمة يتلازم معها حسد الحاسدين وطمع الطامعين، يقول الشاعر:

حسدوا الفتى، إذ لم ينالوا سعيهُ

فالناس أعداءٌ له وخصومُ

كضرائر الحسناء، قلن لوجهها

ظلما وزورا إنه لذميمُ

وكما قيل فإن الكمال لله وحده، و “الزين ما يكمل حلاه”، فقد ابتلى اللهُ الكويت منذ زمن بالنظام البرلماني، هذا النظام الذي قادنا وما زال إلى طريق مظلم، لا يكاد السائر فيه يرى آخره، نظام من المستحيل أن ينسجم مع الشخصية العربية، هذه الشخصية المعتدة برأيها، والتي دائما ما تطبق قول المصطفى (ص) “أنصر أخاك ظالما أو مظلوما” بشكل حرفي، هذه الشخصية العربية التي اختارها المولى عز وجل لتحمل النور إلي افاق الدنيا، لم يكن اختيارها على جهل فتعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، فهي من أصعب الشخصيات تقبلا للرأي الآخر، وأكثرها تعصبا لرأيها، شخصية بالتأكيد لا يمكنها التعامل مع الديمقراطية الغربية بوضعها الحالي الذي يحتم على من يؤمن بها الإنفتاح وتقبل الرأي الآخر مهما كان الإختلاف والخضوع بلا نقاش لرأي الأغلبية، ولا يجب أن يؤخذ كلامي هذا على أنه ذم للشخصة العربية، إذ كيف لي أن أتجرأ على توجيه انتقاد لمن أثنى عليهم الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم بوصفهم خير الأمم.

لقد حذرتُ منذ بضع سنين من تفاقم المشكلات الناجمة عن النظام البرلماني في الكويت، وكتبت كتابا أحذر فيه من اخطارها مستقبلا، كتبت كما لو كنت أرى حالنا اليوم، ولكن الكتاب لم يأخذ حقه نظرا لقلة القراء ولطغيان الشبكة العنكبوتية على القراءة العادية، قد لا أكون على حق، ومن المعيب أن أدعي أني أملك الحلول، ولعلي أتمكن مستقبلا من وضع بعض النقاط على بعض الحروف وتدارك بعض الأخطاء التي وردت في كتابي فجل من لا يسهو ولا يخطئ، والسلام هو خير ختام.