كتاب سبر

جمعة الغضب!

سقا الله ستّيناتكِ وسبعيناتكِ ياكويت، ورَحِمَ الله رجالها، عندما كانوا الرجال.. رجال. وأعانكِ اللطيف ياكويت اليوم، يامن هَرمتي، بعدما كُنتِ شابة، يافعة، تتباهينَ بجمالكِ أمام قريناتكِ. والأهم أنكِ كُنتِ جميلة المظهر، وطاهرة المبطن. ولا ذنب لكِ.. بل الذنب على أحفادكِ. الله يسامحهم.


كويت اليوم، غطّت سماءها غيوم سوداء مُرعبة، ترى أولها ولا تعلم لها آخر. فتارة تبرق، وتارة ترعد، وأخرى ، فتمطر ووو… ومازالت الكويت تتصبّبُ عرقاً، من هول مصيبتها، ولمعرفتها بأن نهاية تلك العواصف “إن إستمرت”، ستكون وخيمة جداً، وعلى الكل. فلا تجد من يُهدئ من روعها، ويُقبل جبينها.. ويغطّيها.. فتنام وهيَ مُطمئنة.


كنا نظن نحن الكويتيين، أننا مهما اختلفنا سنتوحّد ونقف صفاً واحداً أمام العابثين بوحدتنا الوطنية، ولكن (بعض الظن إثم)، فعبثوا بوحدتنا الوطنية ونحن ساعدناهم على ذلك، فتفرقنا.. هذا وهّابي تكفيري، وذاك رافضي مجوسي، وهذا بدوي عنصري، وهذا حضري طبقي… وهلمّ قرفاً.


وجاءوا اليوم للعبث بآخر ذكرى لنا بكويت الستّينات، ويريدون العبث بدستورنا، بل هم عبثوا به فعلاً! ولكن مازال الأمر بيدنا نحن، نحن بيدنا خرابه أو المحافظة عليه، يوم الجمعة القادم (جمعة الغضب)، سنخرج لساحة الصفاة وسنقول بكل ما أوتينا من شجاعة… لن نترككم تعبثون بدستورنا، فهو صمّام أماننا بعد الله، ولن نسمح لا للحكومة ولا لغيرها أن تركنه على الرف حتى تنتهي صلاحيته فيرمونه، بل سنذود عنه، وسنخرجه من (جيوبهم) ونذكرهم بأن للدستور رجال يحمونه، فإن ذهب الدستور.. لن تبقى لنا كرامة ولن تبقى لنا هيبة، وسيعبث العابثون بنا.. وسيأتي اليوم الذي نشتري به الأكسجين لنتنفس.. فهل نرضى!؟


فلاح الحشَّاش..


Twitter @ALHShaSh