بورتريه

يتملكه حلم «الباب العالي» ؟
أردوغان بائع البطيخ الذي سطع نجمه سياسياَ

لا يواجه حزبه السياسي الذي أسسه على شتات حزب الرفاة عام 1998، أي عراقيل قد تبدد سعي حزب العدالة والتنمية لنيل نصف أصوات الأتراك في الانتخابات التشريعية المقبلة في يونيو المقبل، الأمر الذي يعني أن السياسي التركي رجب طيب أردوغان سينتزع للمرة الثالثة على التوالي منصب رئاسة الحكومة، ساعيا نحو الاستمرار في تعميم بصمته السياسية على تركيا كمال أتاتورك، التي لا ينازعها أردوغان العداء.


أردوغان السياسي التركي الساطع نجمه بقوة منذ عام 2000 ، تعود أصوله الى جورجيا، لكنه ولد في مدينة إسطنبول ذات التراث العثماني الكثيف في 26 فبراير 1954 إذ أمضى طفولته المبكرة في مقاطعة (ريزة) قبالة البحر الأسود ثم عاد مرة أخرى إلى إسطنبول وعمرهُ 13 عاماً، إذ نشأ أردوغان في أسرة فقيرة فقد قال في مناظرة تلفزيونية مع دنيز بايكال رئيس الحزب الجمهوري ما نصه: “لم يكن أمامي غير بيع البطيخ في مرحلتي الابتدائية والإعدادية؛ كي أستطيع معاونة والدي وتوفير قسم من مصروفات تعليمي؛ فقد كان والدي فقيرًا”، لكن أردوغان أتم تعليمه في مدارس “إمام خطيب” الدينية ثم في كلية الاقتصاد والأعمال في جامعة مرمرة.


انضم أوردغان إلى حزب الخلاص الوطني بقيادة نجم الدين أربكان في نهاية السبعينات، لكن مع الانقلاب العسكري الذي حصل في 1980، تم إلغاء جميع الأحزاب، وبحلول عام 1983 عادت الحياة الحزبية إلى تركيا، وعاد نشاط أوردغان من خلال حزب الرفاه، خاصةً في محافظة إسطنبول. و بحلول عام 1994 رشح حزب الرفاه أوردغان إلى منصب عمدة إسطنبول، واستطاع أن يفوز في هذه الانتخابات، خاصةً مع حصول حزب الرفاه في هذه الانتخابات على عدد كبير من المقاعد.


أردوغان أسس لاحقا حزب العدالة والتنمية الذي فاز لاحقا في الانتخابات التشريعية عام 2002 وحصل على 363 نائبا مشكلا بذلك أغلبية ساحقة. لم يستطع أردوغان من ترأس حكومته بسبب تبعات سجنه، وقام بتلك المهمة عبد الله غول. تمكن في مارس عام 2003 من تولي رئاسة الحكومة بعد إسقاط الحكم عنه.


بعد توليه رئاسة الحكومة عمل على الاستقرار والأمن السياسي والاقتصادي والإجتماعي في تركيا، وتصالح مع الأرمن بعد عداء تاريخي، وأعاد لمدن وقرى الأكراد أسمائها الكردية بعدما كان ذلك محظورا، وسمح رسميا بالخطبة باللغة الكردية.


أردوغان منذ سنوات أصبح لصيقا بالهم العربي، بل ويشارك به من خلال مواقف حاسمة، وهناك من يرد هذا الأمر الى حلمه بأن تعود إسطنبول مقرا لحكم الدولة العثمانية التي حكمت العرب مئات السنين، إذ أنه دائم التردد على قصر (الباب العالي) في إسطنبول، فمثلما لا تريد تركيا عهدها العثماني مع العرب، يرفض أردوغان شطب حلم (الباب العالي) من مخيلته.. فمن يدري؟!.