كتاب سبر

(مواطن .. شرط السجينة) !

أما قبل :


بِمَ التّعَلّلُ لا أهْلٌ وَلا وَطَنُ


…………. وَلا نَديمٌ وَلا كأسٌ وَلا سَكَنُ


(المتنبي)


(الهوينا كان يمشي..كان يمشي..فوق رمشي..”اقتلوه بهدوء”..وأنا أعطيه نعشي) !!


“مواطدون” هو أسمه الذي أشتهر به .. واحد من ألاف الذين ولدوا وفي فمهم ملعقة من “قيد أمني” .. لم يهبهم الوطن إلا ورقة “بطاقة خضراء” لكن قيمتها قيمة ورقة صفراء سقطت من غصون الشجر في “خريف الوطن” .. مثلها مثل سلسلة مفاتيح مركبة في محفظة الضرير .. كل صباح يهم بغسل وجهه وفمه.. وعقله أيضاً من بقايا أحلام ليليه .. قيل له أن للوطن سيادة .. وسادة! .. فامتهن التسول على أعتاب (لجنة المقيمين بصورة غير قانونية) وهو يتمتم “وطن! ..من أرض الله..وطن لله”.. اللجنة ذلك المكان الذي كتب عليه مثل العبارة التي كتبت على باب الجحيم في ملحمة دانتي (يا من تدخلون هذا المكان اتركوا وراءكم أي أمل بالخروج) ..!!


يتكالب عليهم .. أمثال “باقر” بطن الإنسانية .. أو ذي “صرع” مُلتح يُصيبه صرع كالذي يتخبطه المس إن نالوا حياة كريمة .. عنصريون الرحمة في قلوبهم أخرجت خام جيوبها للخارج إشارة للإفلاس .. متغطرسون نسوا أنهم سلالة الطين والتـُراب ..!


 ويبيعهم الوهم نواب (زي السُكر) .. حصلوا على جائزة براءة “الانصياع” .. وجائزة نوبل”للأوهام” .. فلا يصدقونهم ولا يلحقون سرابهم .. لأن من يبيعُ الوطن لا يشتري المواطنة .. ومن لا يذود عن الدستور لا يدافع عن المقهور ..!!


يقول الفرنسي سارتر(جميل أن يموت الإنسان من أجل وطنه..والأجمل أن يعيش من أجله) .. أأأخ يا “بوستره” لو تعلم أن هناك من قيل له في الحرب “تقدم” وفي السلم صُرخ عليه “للخلف در” .. يقود صهوة دبابة رُفع عليها علم الكويت .. ولا يُسمح له أن يستخرج إستمارة يقود بها مركبته .. مُشاركته في حرب “تحرير” الكويت لا تشفع له أن “يتحرر” من قيوده الأمنية! .. بطولاته مثل لوحات سرياليه فائقة الروعة .. ولكن للأسف ليس هناك جدار تـُعلق عليه .. لم ينل ما يستحقه لأن خصره يحتمل “حزام الطلقات” ولا يسع لـ”حزام الرقصات”! .. لسان حاله يردد أبيات فهد العسكر


وطني ولي حقٌ عليك أضعته//وحفظت حق الداعر المتسكعِ


فلو أن لي طبلاً ومزماراً لما//أقصيتني أو أن لي في المخدعِ


وما زال الكثير منهم يُمسك الوطن من تلابيبه .. مع أن الوطن قال له  “انساني!” إلا أنه رفض كل لجوء “إنساني” .. أو هجرة “لجزر القمر” فلديه وطن سوف يكتمل “بدره” ..!!


يقصد العيادة  فيصرف له الطبيب “مُسكن” ألم وهو الذي يحتاج “مَسكن” يقطنه .. يرفق الطبيب بحاله فيصرف لهُ “بنادول” وهل يفيد بداء “بلا/دول”!! .. من شدة إفلاسه يتجنب كل الأبواب التي كُتب عليها “ادفع”.. يؤمن أن ليس هناك عملاً مُعيباً .. بل العار يلحق الأيدي المتسولة العاطلة .. ليبتاع على رصيف وطنه الخـُضروات يُصادق صقيع بواكير الشتاء ويزامل شمس ظهيره لصيف ديكتاتور .. فلا تتركه الحكومة وتطارده وكأنه “تاجر أغذية فاسدة”! .. ولو أن الحكومة كانت تتعامل مع المواطن كما يتعامل هذا البائع بـ(شرط السجينه) لتبين أن هناك الكثير هم “مواطنين بصورة قانونية” ..فالبدون ليس من يعيش في “قلب” الكويت بلا هويه .. بل البدون من يحمل هويه ولا تعيش الكويت في “عقله” ..!!


الفلسطيني المُهجر .. لابد أن يعود إلى وطنه .. فكيف يعود “مواطدون” إلى وطنه وهو المُغترب في حدوده ..!!




(الهوينا كان يمشي..كان يمشي..فوق رمشي..”اقتلوه بهدوء”..وأنا أعطيه نعشي) .. اقتلوه بهدوء .. ولكن ليس (بشسع نعل) الوطن ..!! 


الصعلكة:


القانون ..لا يحمي المغفلين ..ولا المواطنين!






محمد خالد العجمي  .. أو (أبوعسم سابقاً) في رواية أخرى


twitter:@abo3asam