آراؤهم

الشعب يريد إسقاط الرئيس !!

ان خروج شباب الكويت في الجمعة الماضية  للتعبير عن رأيهم شي متوقع في ظل حكومة فشلت طوال خمس سنوات على الإصلاح وتحقيق الانجازات ومحاربة الفساد بكافة أنواعه بالإضافة الى ظهور ثقافة جديدة لها وهي”الهروب” من الاستجوابات المستحقة , ليس هذا فحسب بل ان الأزمات الخارجية الأخيرة في الخليج كشفت لنا عدم قدرتها في التعامل مع أزمة مملكة البحرين الشقيقة وايضا عجزها على وقف التغلغل الإيراني في الخليج والكويت تحديدا , كل هذه الأسباب كفيلة في زيادة حالة الاحتقان السياسي وارتفاع موجات الغضب .

لقد نجحت الحكومة “بذكاء الثعلب” في خلق اختلاف بين المتظاهرين وانقسامهم الى قسمين : قسم يتصف “بالعقلانية والحكمة” في اختيارهم لساحة الارادة وقسم أخر يتصف “بالتهور” والتحدي على التظاهر داخل ساحة الصفاة التي سبق وان حذرت وزارة الداخلية في بيان لها بأن التظاهر فيها ممنوع , ولكن نحمد الله أن الأمور انتهت بخير بعيدا عن الصدامات.

ما أريد التركيز عليه هي المظاهر السلبية التي حدثت في المظاهرة وأنا اقصد تحديدا الشباب الذين أصروا على الذهاب الى ساحة الصفاة ومحاولة دخولها , وأريد ان أتطرق لها من باب النصيحة.

 ان هذه المظاهر للأسف “شوهت” الهدف الأساسي الذي يريده الشباب بعد أن تحولت الى مسيرات وفوضى وأعمال وأقوال غير حضارية منها خالفت القانون ناهيك عن بعض الهتافات المستوردة والتي لا نحتاجها  في الكويت.

لم أشاهد في حياتي مشاهد لتمزيق صور لرموز سياسية كويتية في الكويت ومن كويتيون إلا في يوم ما يسمى “جمعة الغضب” وإنني لا اخفي عليكم إنني تفاجأت بهذا العمل “الهمجي والمتطرف” وان كان فرديا إلا ان السكوت عنه سوف يشجع الآخرين على الأقدام عليه , وأنا أتساءل ولست مدافعا عنهما : هل ناصر المحمد وجاسم الخرافي وصلوا لهذه المناصب على ظهر دبابة لكي نمزق صورهم بهذه الطريقة؟ أم أنهم وصلوا من خلال قنوات دستورية؟ من أين أتت هذه الثقافة العدائية الغريبة على مجتمعنا والتي وصلت الى حد الفجور بالخصومة ؟ ماهي الرسالة التي يريد إيصالها من قام بهذا الفعل المشين؟ 

ان الشعوب العربية التي حكمها الظلم والقمع لعقود طويلة من الزمن صرخت بصوت وبهتاف واحد  لتحقيق ثورتها وهو “الشعب يريد إسقاط النظام” ومع سلمية ثورتهم إلا ان هذا الهتاف كان قابلا للتطبيق من خلال النزول للشارع والمبيت الى ان يتحقق هذا المطلب , أما في الكويت فقد قام بعض “دعاة التحدي” “باستيراد” ذاك الهتاف بصيغه غير قابله للتطبيق على منصب رئيس الوزراء , إذ كيف يمكن تحقيق مطلب “الشعب يريد إسقاط الرئيس” على ارض الواقع في ظل وجود قنوات دستورية تنظم عملية عزل الرئيس؟ 

الأمر الآخر والذي يعتبر مفاجأة بالنسبة لي وهو المطالبة بحكومة شعبية !! كيف يدعي البعض التمسك بالدستور ومواده وفي نفس الوقت يطالب بحكومة شعبية منتخبة !! أليست هذه المطالبة تتعارض مع مواد الدستور؟ … لما هذا التناقض؟؟

ان الديمقراطية الكويتية ليست وليدة اللحظة بل هي خبرة طويلة من الزمن وأننا لا نحتاج  من الثورات العربية قواعد الديمقراطية وأسسها بل هي الآن في أمس الحاجة الى ان نصدر لها , لذلك يجب علينا ان نتمسك بالوثيقة التي نظمت حياتنا وأعطتنا حقوقنا , وأنا أنادي الجميع باحترام الرأي الآخر والبعد عن استخدام الأقوال والأفعال المشينة والتي من الممكن أن تؤثر سلبا على الوحدة الوطنية وترفع من حدة الاحتقان السياسي.

وأخيرا لابد ان أسجل خالص الشكر والتقدير الى وزارة الداخلية في التعامل الراقي مع شباب الكويت كما أشكر وزير الداخلية الشيخ احمد الحمود  الذي اثبت لسلفه ان “الهراوات”و”المطاعات”و”العصي” ليست حلا مع المتظاهرين , وإنما الحكمة وحسن التعامل والإيمان بحرية الكلمة هي الحل الأنسب في إدارة الأزمات.

حامد مانع الدوسري

Hd80@hotmail.com

تويتر: @aldousari_