أقلامهم

الفهد وجد نفسه في الزاوية ولم ينقذه دفاع سعدون أو هايف .. جعفر رجب يعتبر الفهد خسر من الجولة الأولى

جعفر رجب

الفهد خسر من الجولة الأولى

الشيخ احمد الفهد بمجرد نزوله حلبة الملاكمة السياسية، وقبل ان يناور ويرفع يده لرابطة المشجعين الذين تم احضارهم بالباصات، ليدقوا الطبول ويرفعوا الاعلام، وقبل ان يسمع صوت جرس بداية النزال، وقبل ان ينزع عنه البشت ليتهيأ للقتال، وجد نفسه بالزاوية!

وفي الملاكمة ان وضعت في الزاوية فهذه نهايتك، وجد الفهد نفسه في الزاوية بين ملاكمين، واللي يحب النبي يضرب، لم يترك له المجال للتكتيك والمناورة، واللكمات توالت عليه من كل اتجاه، ضرب قانوني وآخر تحت الحزام، والحكم يتجاهل خرق القوانين! يتدخل سعدون حماد ويضحي بنفسه في سبيل الفهد، ويعلن انه سيموت شهيدا فتزداد اللكمات، يتدخل هايف من جانب آخر في حركة دفاعية، فهو اعتبر الفهد من ثوابت الامة، وانه سيدافع عن الوزير، رغم انه يطالب بعزل الرئيس الذي اختار الوزير في حكومته!

طالب بالتأجيل، انها مناورته وخطته الوحيدة والمكشوفة، نجح في التأجيل، وفشل في الاداء، فما حصل قد حصل، سواء تأجل او لم يتأجل، الفهد خسر الجولة الاولى، ولكن هل سيفوز ببقية الجولات؟ ببساطة أقول:

اولا، ما اراده المستجوبون مجرد جولة واحدة، يقولون فيها ما ارادوا قوله!

ثانيا، ما اراده المستجوبون هو دفعه للانسحاب والهروب من الاستجواب، وإثبات انه يهرب من المواجهة، ويفتقد شجاعة المواجهة وضعيف الحجة والمنطق، عبر هروبه الدائم وهذا ما تم ايضا!

ثالثا، ارادوا اثبات عدم قدرته في اثبات نظافته المالية، فقد يكون مقنعا ان يطلب التأجيل في قضايا مختلفة في الوزارة لمزيد من البحث في محاور الاستجواب مثلا، اما ان تؤجل رغم اتهامك منذ اشهر في ذمتك المالية، وتكتفي «بالحلف» برب الكعبة، بأنك لم تستغل يوما المال العام، فلا يعني سوى اثبات الاتهام لمدة أسبوعين – مدة التأجيل- الى ان يثبت العكس!

رابعا، «9 – 1» الذين وقفوا مع التأجيل، لا يعني بالضرورة انهم سيقفون بكاملهم ضد طرح الثقة، في حال تم الاستجواب وتم طرح الثقة، فليس اليوم كالبارحة، ولا وزير التنمية، كرئيس الوزراء، ولا المزاج العام لقواعدهم متعاطف معه!

في كثير من الاحيان، يقال ان الضربة التي لا تقتلك تقويك، الا ان هذه الضربة التي لم تقتله اضعفته، ويبدو ان ارباحه التي جناها في سنوات، فقدها على طاولة المجلس دفعة واحدة!

هذا حتى الآن، ولنشاهد ما تُخفي لنا الايام، خصوصا وان الوزير الفهد لم يكن بالصورة التي رسمها لنفسه وبين رابطة مشجعيه!