كتاب سبر

مايهذري المهذري..!!

كل عام وأنتم بخير، سمو الرئيس وأخيراً نطق، نعم هذه حقيقة وليست قصة من نسج الخيال، والله إنّ سموّه نطق.. وقال عن تجمع جمعة الغضب، أنّ ألفين (عدد الغاضبين)، لا يشّكل الإرادة الشعبية. جميل، عندما سمعت هذا التصريح تبادر لذهني عدة تساؤلات، والسر عندكم بأمان.. سأذكر بعضاً منها لعلّي أجد ضالتي عند أحدكم.. ياعباد الله.


كم مرة خرج علينا أحد أبواق الرئيس وقال (نحن في بلد ديمقراطي، وعلى الأقلية في المجلس احترام قرار الأغلبية وهذا الدستور الذي ارتضيناه..إلخ)، تقريباً بعد كل استجواب نسمع هذه الإسطوانة الديمقراطية”. لماذا سموّه لا يعلمنا كيف يكون الاحترام لرأي الأقلية التي خرجت في مطالبات سلمية “ديمقراطية” “دستورية” “قانونية”؟ أم هذه المطالبات ليست ضمن الدستور الذي ارتضيناه؟ سؤال نوجهه لجوقة (الله يخلّي الريّس). 


السؤال الأهم، ما الذي جعل دولة الرئيس يفزع من سباته، ينتفض، ويصرّح هذا التصريح الذي يبيّن مدى احترام سموّه للدستور… كعادته؟ هل ماحدث أمرٌ جلل ياتُرى؟ ..


في تونس سقط طاغية جثم على قلوب التوانسة 23 عام، وبإرادة الأحرار أسقطوه وأذلوه وصرخوا نصراً وكرامة.. (بن علي هْرب ياهووو).. والعالم كله صرّح مدحاً أو قدحاً بما حدث.. إلا سمو الرئيس التزم الصمت.. بحكمته.


وفي أرض الكنانة، زُلزِلت الأرض تحت أقدام طاغية آخر، لم يتوقع إنسٌ ولا جان أن هذا النظام سيسقط يوماً ما.. نهب خيرات البلد، وزوّر، وطغى، وقتل الشعب وإرادته، هو ومجموعة من السافلين.. يلبسون البدل والكرفتّات ليظن الناس بأنهم محترمين، والصحيح أن الناس لم تحترمهم، لأنهم لم يحترموا أنفسهم والناس، فذُهل العالم كُله، بإرادة وعزيمة نوارة نجم ورفاقها الذين أسقطوا نظام مبارك وحزبه.. “النهب العلني”، وعشقنا ميدان الكرامة والنصر.. ميدان التحرير. فولّينا وجوهنا شطر الرئيس فوجدناه يلتزم الصمت… بحنكته.


في ليبيا عدد القتلى بالآلاف، يُقتّلون على يد مجنونهم و”أراقوز” الكرة الأرضية، يستخدم هذا الأراقوز ضد شعبه الدبابات والطائرات والمقاتلات و(الغباء).. في خطاباته، وأخطر أسلحته هو الأخير. وسموّه.. مازال يبحث عن موعد إقامة متحف السيارات الفارهه الجديد أين سيكون.. بقوميته.


في سوريا يمارس حزب البعث، أو العبث، أبشع أنواع قمع الشعوب، ويرتكب مجازر لا حصر لها، يقتل فيها المُسن والشاب والعجوز والطفل والرضيع والمعاق والأبرياء العُزَّل. فلم نلتفت لسموّه.. لأننا سمعنا بأنه يُغطي ابتسامته الخجوله.. بلثام. عظيم أنت ياسمو الرئيس.


وفي اليمن عذرنا سموّه، لأن الخليج قدّم مبادرة لليمن، فرفضها الطاغية علي عبدالله (طائح).. بإذن الله.


المهم أن سمو الرئيس لم تهتز به شعره لكل مايحدث من كوارث ومجازر على أيدي الطغاة.. راح ضحيتها آلاف العرب.. فمالذي هزَّ كيانه في (جمعة الغضب)؟ مجرد 2000 مواطن ومواطنة، اجتمعوا في ساحة.. وهتفوا (الشعب يريد إسقاط الرئيس)!! هل سموّه شعر بالخطر من استمرار هذه الجُمَعْ؟ وهل هؤلاء الشباب الذين يراهم سموّه لا يمثلون إرادة الشعب.. وصلت رسالتهم بشكل واضح وجليّ بعد تصريح سموّه المجيد!؟


قالوها الأولين.. (مايهذري المهذري إلا من حر السخونه)..!!


***


ختامها.. صراحة..


أن تكون كاتب في جريدة، هذا أمر هيّن، ولا تكاد تخلو “دوانية”، إلا وفيها كاتب على الأقل، سواءً بجريدة ورقية أو إلكترونية.. لكن أن تبدأ الكتابة في جريدة ناشريها عملاقين كالوشيحي والعصفور.. وأحد كتّابها “أستاذي”.. الموسوعة علي الذايدي، هنا المشكلة، لأنك ستكون دائماً تحت مجهرهم يفتّشوك ويتفحّصوك قبل أن ينشروك على حبل القرّاء، وسيقرأ لك جمهورهم الكبير والمتذوّق، وهذا يشكّل عبأً لعلّه عبأً إيجابياً، يجعلك تبحث قدر المستطاع عمّا يرضي ذائقتهم وجمهورهم والقراء عموماً.


كلمة شكر نوجهها لهم، ولكل داعم، وكل منتقد، وكل من يخالفنا قبل من يؤيدنا.


أقول قولي هذا وأستغفر الله لي لكم.


***


فلاح الحشَّاش ..


Twitter @ALHShaSh