ما إن ارتفعت عجلات الطائرة الرئاسية اليمنية التي أقلت الرئيس اليمني شبه المخلوع علي عبدالله صالح إلى المملكة العربية السعودية لعلاج وجهه وصدره، حتى سادت نظريتان داخل اليمن وخارجه بشأن مستقبل الرئاسة في اليمن، بين قائل يقول إن نائب الرئيس اليمني الجنرال عبد ربه هادي منصور المكلف بمنصب الرئاسة سيؤدي دوراً قصيراً على غرار الجنرال عمر سليمان نائب الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، يقول قائل آخر إن الجنرال منصور قد فوتح دوليا، وعبر قنوات سرية ب”جدية” خلافته لصالح – المشكوك في عودته- ، وهو قول عززه منصور بلقاء السفير الأميركي في صنعاء، إلى جانب لقائه وفداً أميركياً رفيع المستوى تواجد في صنعاء لغايات استخبارية دورية.
ويعتبر الجنرال منصور المختصر اسمه والمحول من أساسه – عبدالرحمن منصور هادي إلى عبد ربه -، أحد المعروفين بقدرتهم الدقيقة على نسج تحالفات سياسية وعسكرية في الظل، فهو لا يظهر إلا نادراً، ويبتعد عن الاجتماعات العامة، كما يعتبر أحد أهم أركان الجيش اليمني، حيث تدرج بصورة سريعة وكبيرة في وظائف ومراتب عسكرية عليا، أتقن فيها العديد من المهمات والدورات العسكرية والقتالية، منها تدربه بروسيا الاتحادية على القتال عبر الدبابات والآليات والمدرعات العسكرية.
عام 1972 انتقل إلى محور “الضالع”، وعُين نائباً ثم قائداً لمحور “كرش”، وكان عضو لجنة وقف إطلاق النار، ورئيس اللجنة العسكرية في المباحثات الثنائية التالية للحرب مع الشمال، ثم استقر في مدينة عدن مديراً لإدارة التدريب في الجيش.
وفي عام 1983، رُقي إلى درجة نائب لرئيس الأركان لشئون الإمداد والإدارة معنياً بالتنظيم وبناء الإدارة في الجيش، وكان رئيس لجنة التفاوض في صفقات التسليح مع الجانب السوفيتي، وتكوين الألوية العسكرية الحديثة.
وفي عام 1994، عين وزيرا للدفاع بعد أن أدى دوراً أساسياً في الحرب المعروفة باسم حرب الانفصال بين شطري اليمن الشمالي والجنوبي، وهي الحرب التي انتهت لصالح اليمن الشمالي الذي حافظ على وحدة اليمن، وتقديراً لدور الجنرال منصور، فقد عين نائباً لرئيس الجمهورية في العام 1997، بعد أن تدرج في الرتب العسكرية حتى وصل إلى رتبة فريق، نال نوط الأركان والقيادة من روسيا بعد تأليفه كتاب ” الدفاع في المناطق الجبلية في استراتيجية الحرب”.
أضف تعليق