أقلامهم

السعودية أب ومصر أم ومطلوب منها التنسيق لمسار الأسرة العربية الكبيرة هذا ما يخلص إليه غسان العتيبي

 


مصر أمي.. والسعودية أبي 


غسان سليمان العتيبي



على الوالدين دوماً ان يزيدا من اتصالاتهما ببعضهما، خاصة في بعض المواقف الحساسة التي تحدد مسار الأسرة، فدوماً الأولاد بحاجة إلى قناعة بوجود انسجام وتوافق بين أبويهما، الشعور يسهل عملية الاتصال والأخذ بالنصائح التي يسديها الوالدان إليهم، فتضارب رأي الوالدين يؤدي الى اضطرابات مختلفة داخل محيط الأسرة.
فدور الوالدين رسم خطة موحدة لما يرغبان في ان يكون عليه أفعال الأبناء وتصرفاتهم، فالأب هو رب الأسرة وقائدها، وهو المختص بالنواحي المادية وتوفير مصادر الدخل لها، وحمايتها من شتى المخاطر وعبور الأزمات، أما الأم فهي الحضن الدافئ الذي يلم شمل أفراد الأسرة ويغذيها بالحنان ويدير شؤونها الداخلية، فإذا ما غابت الأم عن المشهد وحدث تضارب بين الأبوين وقع الأب في مأزق، وحدث ارتباك كبير وتداخلت الخطوط وتشابكت الخيوط، وأدت الى أزمات وكبوات افقدت الأب صوابه وجعلته يشط عن مساره الصحيح.
تلك الصورة أشبه بالمشهد العربي الذي نعيشه، فالأم غائبة تماماً في الأوقات العصيبة، وهي مصر، والأب ينشغل بما يحيط به من مشاكل ويعاني من معضلات سياسية، وهو المملكة العربية السعودية، فقد آمنت الآن فقط بكلمات الأغنية التي تقول «مصر هي أمي حبها يسري بدمي»، وبالقول المشتهر «مصر أم الدنيا»، فحين غاب الحضن العربي الدافئ بدأ التضارب ما بين الأب والأم وعدم التوافق، فالأم قد مدت يدها وصافحت إيران، وعانقت حماس وحمّرت عينيها لإسرائيل، وهذا ليس نهج الأب، لذلك، فقد حدث سقوط كامل في بقية الأقطار واشتعلت بؤر النار وعجزت المملكة العربية السعودية (الأب) عن السيطرة على بعض ابنائها (اليمن)، فقد اعتاد الأب اسناد مثل تلك المهام الى الأم الحانية، وجميعنا شهود على الواقع وما تشهده منطقتنا العربية جراء ذلك، فقد تعودت المملكة ان تنسق وتخطط يدا بيد مع الأم الراعية مصر، لتسيير القضايا العربية، وفجأة غابت الأم عن المشهد، وكان الحال ما نلمسه من بؤر نار مشتعلة شرقا وغربا (اليمن.. ليبيا.. سوريا.. تونس) والبقية تأتي.
أملنا عودة الأم الغائبة، وبقوة، كي تقف الى جوار الأب، ويعاد التنسيق الجاد من أجل إخراج المنطقة العربية من محنتها، فالمنطقة العربية تمر بمحنة شديدة، واذا لم ننتبه لتفاصيل المسرحية، فسنعود الى عهد الاستعمار، وسنسمع منادياً ينادي ويقول «اخفض رأسك يا أخي.. فقد عاد زمن الاستعمار».