آراؤهم

إلى متى ستظل كويتنا لغيرنا؟

قد لا يعرف البعض بأن آخر إحصائية لعدد سكان دولة الكويت هو 3,441,000 مليون، بينهم 1,087,000 كويتي، والباقي غير كويتي، نقدر أن نقول بأن نسبة الكويتيين في بلدهم 35 % إلى 40% تقريباً، وها نحن ككويتيين نزداد عام بعد عام أمام تلك الهجرة المخيفة والمرعبة لإخواننا العرب والأسيويين إلى الكويت، والحمد لله على ازديادنا نحن ككويتيين، الذي سيدعم ويخلق لنا كويتاً متماسكة ومترابطة بأجيال من الماضي والحاضر وكذلك المستقبل وازديادنا هذا يدل على عمق وروح التكافل الأسري والاجتماعي، فيما بيننا وعلى إيماننا بأن هذه الأرض لنا وسيكبر أطفالنا منعمين بثروات وخيرات وطنهم على ما أعتقد، ولكن المشكلة الكبرى والمخيفة هي تضخم أعداد الوافدين إلى دولة الكويت، وحكومتنا للأسف لم تتخذ أي خطوات إيجابية لحل وبلورة تلك المشكلة في إطار المحافظة على النسيج الاجتماعي الكويتي، فنرى أعدادهم تزداد يوماً عن يوم، والحكومة في خبر كان، ونرى شبابنا في ديوان الخدمة المدنية ينتظرون من سنة وأكثر لحصولهم على وظيفة تؤهلهم إلى عيش كريم وتكوين أسرة سعيدة، فنرى الوافدين ومع احترامي الشديد لهم يزاحمونا في كل شيء في تعليمنا، ومستشفياتنا، وأمننا ووزاراتنا، وفى كل مكان لا يتخيله عقلك فتلقاهم مندسين فيه، كأنهم نمل واستولى على كميات من السكر، فنراهم يعملون بوزارات ومؤسسات وشركات الدولة، إما على نظام العقود أو المكافآت، وشبابنا المسكين ينتظر الدور الممل والتعيس لنيل الوظيفة والتي هي من حقه والتي كفلها الدستور له، والقهر والهم واليأس يعتصر قلبه، ويتساءل في عقلة لماذا تحصل كل تلك المضايقات ونحن أبناء البلد وأجدادنا وأباءنا هم من أسسوها وعمروها بسواعدهم القوية وإيمانهم بنهضة وتطور هذا البلد مستقبلاً، ولماذا لا ننعم  بأولويات في وطننا، ولماذا يحصل هذا الاحتلال والاختلال الكبير وعدم التوازن فيما نراه في الازدياد المرعب للعمالة الوافدة، والتي بالتأكيد ستأخذ دوري ودور أطفالي في كل شيء بالمستقبل القريب، والحكومة نائمة بالعسل ولا تلتفت إلى هذا الخطر والذي سيأتي يوماً، وأعتقد قريب جداً بأنه سيكون جحيماً وعذاباً علينا كمواطنين، فمتى ستستيقظ حكومتنا من سباتها العميق وتلتفت إلى تلك المشكلة وتضع لها حلولاً جوهرية للقضاء عليها، وإلا سنرى ضياع الوظائف الحكومية لمواطنينا، وانتشار الفساد الإداري في وزاراتنا، وضياع الهوية الوطنية باختلاط الأنساب، والأهم من كل ذلك ضياع الوطن الذي بناه أجدادنا وآبائنا الأولون، فنحن أخيراً لا نريد أن نزيد الهموم على أشقائنا الوافدين وبجميع جنسياتهم، فنحن نكن لهم كل احترام، ولكن الأهم والأولوية هم أبناء بلدي ومواطنو الكويت فإنهم هم الدرع الواقي إذا ما حصل أي شيء لا سامح الله بالكويت، فهم الباقون والثابتون والباقي سيرحل ولا يلتفت لأى شيء، وهم من سيحميها ويقف في وجه الأعداء والحاقدين عليها، وهم من سيطفئون نار الفتنة المؤججة، وهم من سيدعمون أواصر الوحدة الوطنية والتلاحم بين أبناء الشعب الواحد، وهم القادرون على تجاوز جميع العقبات والمحن التي تأتيهم من الخارج.

لذا يا حكومة دولة الكويت لا تخذلي مواطنيك ولا تقفي بوجه شبابنا، وضعي يدك بيدهم وأوجدي حل لمشاكلهم، وهنا يستوقفني قول رسولنا الكريم ( ص ) عندما قال ” كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته”.

م / عــادل عبداللـة القناعـى

adel_alqanaie@hotmail.com