كتاب سبر

القبيلة بوجهها القبيح

إعتبارا من اليوم ينضم الكاتب المميز سعد آل سالم إلى كتاب جريدة سبر الإلكترونية.. وجريدة سبر إذ ترحب بانضمام الكاتب المميز، لتتمنى له التوفيق ومزيدا من النجاحات والتألق.

القبيلة بوجهها القبيح

لست هنا لأنتقص  الأفراد حسب إنتمائهم في حديثي عن القبيلة، فأنا ضد التصنيفات أيا كان أساسها ولكن بما أن مجتمعاتنا لازالت القبيلة حاضرة فيها بشكل كبير أحببت أن أوضح بعض النقاط التي أتمنى أن يعي الفرد داخل أي قبيلة تجنبها، أو التفكير فيها بجدية أكبر دون أن يدع للعاطفة حضوراً في داخله وقت تفكيره.

القبيلة نظام مؤسساتي أوجد في عصور ماضيه لست بصدد الحديث عنها هنا، ولا الغوص في داخلها ولكن سأتحدث عن الوقت الحالي، وما أسمعه وأراه حاليا حول التفاخر بالقبيلة في زمن لم يعد التفاخر فيه سوى بالإبداع والإنتاج الفكري والمعرفي والعلمي.

عندما تجد هنا مجتمعاً لا يزال أفراده يصرفون ملايين الريالات من أجل السعي بإعتاق رقبة قاتل وربما يكون ذلك القاتل مجرما وخطرا على المجتمع ولا تجدهم يدفعون ريالا واحدا لأحد أفراد القبيلة لديه طموح بمواصلة دراسته بالخارج أو لطباعة إنتاج أدبي أو فكري قد لا يكلف سوى بضعة آلالاف.

وعندما تجد أفراداً في هذا المجتمع يطربون لاسم قبيلتهم عندما يذكره ذلك الشاعر متغنيا بأمجاد أجدادهم ولا يطربون لحضور ندوة ثقافية يحاضر فيها أحد أبناء قبيلتهم.

وحينما تجدهم يبذخون بالعزائم عندما يأتيهم ضيف ذو شأن أو وجاهه بمبدأ الكرم وجيرانهم من أبناء قبيلتهم ينامون أغلب الليالي دون أكل من الفقر والحاجه.

وحينما ترى ذلك الشيخ يتلقى التحايا حين حضوره بمجلس أحدهم وهو من ليس له هم سوى جمع الشرهات وبناء مستقبل أولاده وتجدهم يتجاهلون ذلك المبدع الجالس بآخر مجالسهم!.

وحينما تجد انتخابهم في أي ترشيح وطني يصب في صالح صاحب الجاه والمال من أفراد قبيلتهم تاركين ذلك المكافح من أجل التحصيل العلمي وتطوير ذاته من أجل أن يحظى  بفرصة يخدم فيها مجتمعه!.

وعندما تراهم يمدحون ذلك الفاسد الذي يسرق المال العام ويوظف أبناء قبيلته على حساب الآخرين ويشتمون صاحب الخلق من أبنائهم الذي لم يرض بالفساد والواسطه أبدا!.

هذه بعض الأشياء التي تجعلنا نتوقف كثيرا عند القبيلة والبحث عن حلول لتطويرها وتهذيبها إن أردنا إستمرارها بشكل يخدم مجتمعاتنا وأن تكون عاملاً بناء لا معول هدم لأوطاننا.

خاتمه : الإنسان المنتج والمبدع لا ينظر للوراء أبدا ولا يلتفت للتاريخ  سوى إنسان يريد أن يكمل نقصاً بداخله ولو بذكر إجرام أحد أجداده الذي ربما إشتهر بالقتل أو بالنهب وأعطي نوط الشجاعة لهذا السبب!!