لعلنا لا ندرك ولا نعرف أهمية الانتماء والولاء لوطننا الحبيب الكويت، إلا بعد أن نرى التمزق والدمار يعشش في شرايين وطننا الكويت، ولعلنا أيضا لا ندرك ضرورة بان يصبح لنا وطن ننشده في المحن ويرفع عنا الظلم والفقر إلا في حال ضياع كياننا ووحدتنا، التي بدأت تتمزق وتنهار في وجود هؤلاء المختلة عقولهم الذين ينددون ويرفعون شعارات الخيبة والهوان مطالبين بالإصلاحات الوهمية التي يتخيلها عقلهم الباطن، ولعلنا أيضا لا نتعلم كيف نشكر الله على النعم التي أهدانا إياها بعد أن خلصنا من الاحتلال البغيض لدولتنا الكويت أبان الغزو العراقي، ولعلنا أيضا لا نستطيع أن نفكر بان هناك مستقبلا ينتظر أطفالنا والجيل القادم لبناء حياة لهم خالية من التعصب والفتن الطائفية التي بدأت تنخر كل بيت كويتي بفضل هؤلاء الذين يريدون أن يقلدوا ما يشاهدوه من ثورات درامية إلى وطننا الكويت، لعلهم لا يدركون ولا يتوجهون إلى المسار الصحيح الذي نراه ويراه كل عاقل في كثرة مشاكلنا الداخلية التي بدأت تأخذ حيز كبير من زعزعة الأمن والاستقرار فيا ليتهم يلتفتوا ولو قليلا إلى بلورة تلك المشاكل ووضع الحلول لها، فهم لا يعلموا بان معدلات الجرائم في تصاعد مستمر حيث بلغت وبأخر إحصائية في عام 2008 إلى 100730 قضية وارتفع العدد إلى 168312 في عام 2009 أي ارتفعت بنسبة 68 % فمن المسئول عن تلك الإزديادات الخطيرة التي تنهش بوطننا الكويت، أليس هم الذين يطالبون بالإصلاحات في الشوارع والساحات، فلينظروا ويلتفتوا ولو قليلا إلى ما يحصل في وطننا لعلهم يروا أين الطريق الصحيح الذي يجب أن يتجهوا إليه إلى حل هذه الإصلاحات، فلينظروا أيضا إلى حالة مستشفيات الكويت والمعاناة التي يراها المواطن لنيل العلاج والإهمال الكبير والاستخفاف بصحة الناس وحياتهم، ولماذا لا يلتفتوا إلى مطالب المواطنين، وقد سمعنا منذ القدم بان هناك مستشفيات ستبنى منها مستشفى جابر الأحمد أم إنها من وهم الخيال، أليس هذا ما يتمناه المواطن من إصلاحات لكي ينعم بحياة أفضل وبعيش مستقر له ولإفراد عائلته، فمن سيقف في وجه حكومتنا لجلب تلك الإصلاحات غير أعضاء مجلس الأمة المخلصين لأبناء وطنهم، فلينظروا أيضا إلى تردى أوضاع التعليم في الكويت والإهمال المتعمد والقبيح الذي يطال المعلم والطالب من اعتداءات وحشية من قبل البعض وكذلك الإمراض التي انتشرت كلمح العين بين أفراد طلابنا، وتردى المناهج والمباني التي تحتاج إلى إعادة بناء وتدوير، وتخبط قرارات التعليم العالي من يوم إلى يوم، فكفانا مهاترات يا أعضاء مجلس الأمة فلتلتفتوا إلى مطالب المواطنين الذين أوصلوكم إلى قبة البرلمان، ليس لكي تهيجوا الشوارع ليلا ونهارا، بل لكي تؤمنوا لنا بلدا حضاريا ينعم بالأمان وبخدمات البنية التحتية من امن وصحة وتعليم وثقافة وتكنولوجيا حديثة يفتخر بها أجيالنا القادمة، والتي يحتاجها المواطن لكي يعيش حياة مستقرة هادئة خالية من التعصب والفتن الطائفية وهنا يستذكرني قول الراحل أمير القلوب رحمة الله حين قال ” ستظل الكويت هي الغاية، وستظل كلمتها هي الفصل فمن عمل لها، ورعى حقها، وصان أمانتها، وقدمها على نفسه، كان في المكانة العليا عند الله ” صدقت يا أمير القلوب رحمك الله وأسكنك في الجنات العليا،، أمين يا رب العالمين .
عــادل عبــــداللـة القنــاعــى
أضف تعليق