آراؤهم

نعي وعزاء

فتحت الصحيفة،، فتحاً مختلفاً عن سائر الفتوح

فعيناي قد حرمت عليها المهازل ،، فهي لا ترى إلا الحق والمراجل

لذلك لا اقرأ صفحة الفنون لان فيها الراقصات.. ولا اقرأ المحليات والمجلس لان فيها الراقصين. ولا اقرأ الإعلانات لان فيها الكاذبين .. ولا اقرأ الرياضة لان فيها المرتشين.. ولا اقرأ المقالات لان معظم أصحابها مع سبق الإصرار والتملق صروا متسولين. كل ما اقرأ من جريدتنا المحترمة .. الوفيات.

توفي في هذا اليوم دستور بلادي عن عمر يناهز الخمسين..

منحوراً جثته قد مثل بها لم يتعرف احد على ملامحه،،عرف بتحليل الدي أن أي الخاص بمواده التي تم تشويهها.

لم يبق منه إلا كلمة واحدة لم يستطع احد العبث بها ،، هي الكلمة الأولى في المادة الثانية.

آآآه يا دستور بلادي المغدور..

وكأني بصفحاتك تئن تحت وطأة جَلْد وظلم قلم السنهوري باشا،، تستجدي عطف مداده الذي أجرم بحقك ،، وحقنا حين نحّى شرع الله.

تلك الصفحات التي أثقل كاهلها مئة عيد بين فطر واضحي دون أن يبارك لها احد بان تم إضافة “ال” التعريف للمادة الثانية.

ولأنك قُتلت فواجب علي أن اذكر محاسنك..

بحثت ملياً.. لقد دمروا كل شيء حسن.

قررت أن أنعاه بمقال انشره في مكان أثق فيه .. فكرت وفكرت وفكرت ..

الجرائد صارت لا تصلح إلا مفرشاً للموائد..

التلفاز الذي فرض عليك به حتى لون الشماغ؟؟! ..

المنابر الطاهرة صار يعتليها المخلص ومن باع دينه بل وحتى اللص.

مجلسنا الموقر كان مستبعدا من التصفيات في الدور التمهيدي.

لم أجد مكانا فقررت بعد عناء أن لا انشرها.. 

سأحتفظ بها ليوم تكون فيه فعلاً 

“الكويت جميلة”.

د.عدنان الكندري