انتفض المثقفون من كتاب وشعراء وكذلك أغلبية أبناء الوطن خصوصا من المناطق الشمالية والجنوبية وهاجموا الدكتور طارق الحبيب بعد اتهامه لأبناء الجنوب والشمال بأن انتماءوهم ليس للوطن بل لدول مجاوره .
أتابع كل هذا الحديث وإلى الآن لست مستوعبا ما يحدث فأمور التشكيك بالوطنية والولاء للوطن ليست دخيلة اليوم ولم أرَ هذا الاستنفار الجماعي من قبل حتى أن هناك من طالب بمحاكمة الدكتور طارق الحبيب ولا أعلم أي قانون يريدون أن يستندوا عليه أمام المحكمة فهل هناك قانون يجرم كل من يشكك في ولاء أي مواطن لوطنه أو أن الأمر متروك للاجتهاد ومن يستحق المحاكمة ومن لا يستحقها حسب مكانة المشكك فيه، صدقوني لو أن هناك تجريماً وقانوناً واضحاً بهذا الخصوص لرأينا كثير من أصحاب الرأي الأوحد الذين يرمون مخالفيهم بتهم التغريب والتكفير والعمالة يقبعون خلف القضبان الآن ولاستقبلوا طارق الحبيب بينهم.
فقد قرأنا وسمعنا كثيرا ممّن يشككون في ولاءات بعض إخواننا من أبناء الوطن على أساس أنهم يختلفون معهم في الفكر أو المعتقد أوربما لأنه سعودي ما يحب الكبسة كباقي السعوديين.
إن الأمر الذي لست مستوعبا له إلى الآن هو من الذي يحق لهم تقييم المواطن بالانتماء للوطن أوخلافه؟ وعلى أي أساس يكون هذا التقييم؟ لعلنا نطالب بفتح مركز لقياس الوطنية لدى المواطنين ويكون الدكتور طارق الحبيب رئيسا للمركز!.
الوطن يا أحبتي بكافة جهاته ليس حكرا لأحد فأي مواطن صدقوني لن تهون عليه أرضه ولا أهله لأي أمر كان إلا أن رأى أن هذا الوطن يريد أن يسلبه كرامته وحريته فحينها سيفعل ما فعله بوعزيزي ويحرق نفسه.
ونحن هنا لا نتمنى أن يشعل النار في نفسه لا جنوبي ولا شمالي ولا من الوسطى ولامن غربنا وشرقنا فكل هؤلاء إخواننا وأهلنا وهم من يشكل هذا الوطن الجميل فلذلك نتمنى أن يكون الإختلاف والتنوع دائما حاضرا ليزيدنا ثراءا وأن تكون فرصه التنمية متساويه في كل إتجاهات هذا الوطن وأن يكون المعيار الحقيقي للوطنية هو ماذا قدمت للوطن من فكر وعمل يساعد في النمو والتقدم لا على أساس مناطقي أو فكري او مذهبي وكذلك أن يكون هناك قانون واضح وصريح لا يستثني أحدا من المتهمين لمخالفيهم بالخيانه لمجرد الإختلاف .
خاتمه: الوطن هي تلك البقعة التي تسكنها وتعشق أرضها وتسعى لرفعة شأنها وتبادلك العطاء وتمنحك الحرية والإعتزاز بكرامتك وشرف الإنتماء لها فأينما وجد الإنسان هذه البقعة فهو بكل تأكيد سيقول (جعلت فداك ياوطني). S_ad@live.com
بالفيس بوك وتويتر
* كاتب سعودي
أضف تعليق