كتاب سبر

حرامية غسيل

يتندر المصريون على الأقل فئة من اللصوص بأنهم “حرامية غسيل”، فهم الذين ينتظرون الأهالي في نشر ملابسهم واحتياجاتهم بعد غسلها؛ لتنشف من المياه بفعل الشمس والهواء.. ليسرقوا تلك الملابس إنها أرخص أنواع اللصوصية! لكن لم يدرِ أغلب المصريين أن يكون تصرف الكبار – أو الذين كانوا كباراً – الذين حكموا البلاد سنوات طويلة مثل “حرامية الغسيل”!، فقد استباحوا كل شيء.. نهبوا أراضي الدولة.. واستولوا على المال العام .. وحصلوا على رشاوي من رجال أعمال ومستثمرين؛ لكي يسهلوا لهم النهب أيضا.. تاجروا في ديون مصر على حساب موازنة الدولة والفقراء.. حصلوا على عمولات لأنفسهم في بيع ثروات البلاد حتى وإن تم ذلك بأثمان بخسة كما حصل ذلك في بيع الغاز لإسرائيل. منحوا حاشيتهم وأصدقاءهم الهدايا والعطايا في المناصب والمصالح.. فأطاحوا بالناس وفي الناس.. احتكروا كل شيء من الحديد إلى عضوية البرلمان..!! تخيلوا أنهم يملكون كل شيء.. وأن البلاد بلدهم قد صرفها الله لهم وحدهم، فمن حقهم أن يفعلوا فيها كيفما يشاؤون!!، أقاموا قصوراً فارهة.. أوأقامها لهم محاسيبهم تلك القصور التي امتدت من شرم الشيخ حتى الساحل الشمالي!! حصلوا على أموال الفقراء وهربوها إلى الخارج في بنوك أمريكا وأوروبا وجزر المهربين، بعيداً عن أعين المراقبة سائرين على طرق تجار المخدرات والهيدروين.. لم يكفهم ذلك بل تخيلوا أن القصور الملكية التي ورثها الشعب المصري من الأسرة المالكة التي حكمت مصر قبل عام 1952.. إنها أصبحت ملكهم بما فيها من وثائق ومستندات ومجوهرات وتحف وأنتيكات لقد جردوها من كل ما فيها، قبل أن يتركوا أو يجبروا على ترك تلك القصور بفعل ثورة 25 يناير العظيمة .

فلم يصدق المصريون ما فعلوه من نهب في تلك القصور، فقد تركوا مئات الحقائب خالية.. بعد أن حصلوا على ما فيها من أشياء تاريخية تخص القصور وتحديدا في قصر عابدين.. ذلك القصر الذي وقف أمامه أحمد عرابي مخاطب الخديوي توفيق حاكم مصر: “متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟!” وأصبحت الفتارين وصالات العرض والمتاحف الرئيسية خالية ولم تعد في تلك القصور اللوحات العالمية التي تعود إلى كبار الفنانين العالميين عبر العصور المختلفة، والتي كانت ضمن متقنيات القصور.. لم يتركوا حتى السجاد والأثاث والمجوهرات التي كانت في تلك القصور، لقد اعتبروا كل تلك الأشياء ملكهم.. كما كانت البلاد ملكهم يتصرفون فيها كيفما يشاؤون.. رغم أن من سبقوهم في سكن تلك القصور تركوا لهم تلك الأشياء.. إنهم فعلاً “حرامية غسيل” إنهم يريدون نهب وحرق البلاد، بعد لم يعد يطيقهم شعبهم.. فطردهم .. فليس من المستبعد عليهم أن يكونوا “حرامية غسيل” .. وهم الذين أمروا بقتل الثوار بدم بارد.. وإخراج البلطجية من السجون لترويع الناس إنها تصرفات المستبدين.. وهو ما يحدث الآن في ليبيا التي يريد القذافي الآن حرقها تماما على من فيها مستخدماً كافة الأسلحة التي اشتراها على حساب الشعب من ريع البترول تحت حجة الدفاع عن البلاد، وهو ما يفعله أيضاً الشاويش على عبد الله صالح في اليمن رغم خروجه من البلاد مصاباً، لكن تستمر حاشيته في محاربة الشعب، وأيضا بشار الأسد الذي لا يمر يوم دون سقوط شهداء في سوريا على يد شبحية الأسد وقوات أمنة وجيش أخيه.. فهم يعتقدون أن البلاد أصبحت ملكاً لهم، ولأسرتهم ومعهم حاشيتهم فقط.. أما الشعب فيذهب إلى الجحيم أو يتم قتله على أيديهم إنها طبائع الاستبداد إنهم “حرامية غسيل” فعلاً. 

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.