كتاب سبر

كرة مركولة ومطلب مركول

في أوروبا حيث الدول المتقدمة تقبع هناك ولا عزاء لبقية الدول الأخريات، حيث الثقافة وحيث التطور والازدهار واليقظة والرفعة، وحيث الاحترافية في التعامل تجدها بكل شيء، وحيث الاحتراف الرياضي و(ثورة) كرة القدم تُصّدر من هناك إلى بقية بقاع المعمورة .


ففي إنكلترا حيث مهد ونشأة الكرة المركولة،  الأندية لديهم يتم شراؤها عبر شراء أسهم النادي، فتجد مالك ذاك النادي روسي وتجد مالك ذاك النادي أمريكي، وتجد بقية الأندية لمستثمرين أجانب وعرب! فيتم ازدهار الاقتصاد لديهم من هذا الباب الرياضي الاستثماري بشكل موسع، وكذلك في إيطاليا تجد مُلاّك الأندية هي للعائلات الإيطالية، وللمافيا نصيب أيضاً، حيث قطبا ميلان الأيسي والأنتر لآل برلسكوني ولآل موراتي وهكذا على بقية الأندية الإيطالية، أما في أسبانيا تجد الاتحاد الأسباني الشريف العفيف ينّظم الانتخابات وفق مجالس إدارات لكل من يريد أن يترأس أي نادٍ بشكلٍ مُنتخب، وتجد لديهم جمعية عمومية شرسة للغاية من ناحية مطالب الجماهير القابعة على المدرجات وأشرس جداً على حفظ المال في خزينة النادي .


فتنظر لترتيب الفيفا الدولي واليويفا الأوروبي، فتجد أفضل الدوريات العالمية هي الدوريات الأوروبية، وتجد أفضل المنتخبات العالمية هي منتخبات قارة أوروبا، ولا عزاء أيضاً للموهوبين من قارة أمريكا الجنوبية، فعقلية التطور والازدهار والاحتراف التي تنتهجها أوروبا تجني ثمارها في حصد النقاط والترتيب والبطولات والأكثر مشاهدة لدورياتهم عبر العالم، ويعود إيجاباً لمنتخباتهم لعباً وفناً وبطولات بالجملة أيضاً، فتفرح الجماهير وترضى الناس ويبتهج الرب ، فالله جميل يحب هكذا جمال .


وإذا نظرنا لدينا في الكويت، فنجد ميزانية الدولة لا تخصص الشيء الذي يُذكر لاتحاد الكرة، سواء إن كان شرعي أو غير شرعي، ولا تُطبِق الاحتراف الكُلي لأندية كرة القدم خصيصاً ولا ترعى وتتكفل بمصروفات اللاعبين، وإنما هو عبارة عن احتراف جزئي يكمن مسماه بصرف مبلغ 1200 دينار بكل ثلاثة أشهر لكل لاعب مَقيد في الفرق الأولى ، وتتم انتخابات الأندية وفق معايير وضوابط قبلية أو مناطقية  أو فئة التجار وفئة رجال الأعمال، فتتم السيطرة بشكل برجوازي وبشكل آخر إمبريالي على مجموعة أندية تحت ذرائع السلطة والمال! فيتم التبادل بينهم من لاعب جيد إلى لاعب سيء ومبلغ بسيط من المال، وهذا يحوز على حزب مكون من أربعة أندية، وذاك يسيطر على مجموعة العشرة المتبقية ! فتتم المواجهة في المباريات وهذا يخسر من أجل هذا، وهكذا .


واللاعبون هواة، لا لوم عليهم أبداً ، منهم ما هو على  رأس عمله والآخر على مقاعد دراسته، يدخنون (الشيشة)  ويقضون ليلهم سهارى، ويتأخرون بالحضور عن التمارين فيؤثر سلباً على أدائهم في أرض الملعب، ويتم استدعاؤهم؛ لتمثيل المنتخب الوطني فيمثلوه شر تمثيل، والعزاء أيضاً جله وكله يعود للجماهير والمواطنين .


أما المدرب الوطني هو كذبة تم تصديرها من الخارج بأن يكون في الدوري المحلي أو المنتخب الوطني مدرب من بني الوطن فيدمر النتائج تدميراً، وتكن بدايته من لاعب في الفريق إلى مُشرِف على الفريق إلى إداري في الفريق إلى أن يتفذلك ويدرب الفريق، ومنها إلى المنتخب الوطني لتتم بقية القصة المعهودة والمهضومة، وأقرب مثالين لنا هما محمد ابراهيم و ماهر الشمري، فاختلاق ما يسمى بالمدرب الوطني من الكويت تحديداً هو كذبة وقصة سخيفة جداً .


والحلول لمثل هذه المعضلة بسيطة جداً، بأن يتم تحويل الاتحاد وهيئة الشباب والرياضة إلى (وزارة) ذات استقلالية وانفصالية تامة عن وزارة الشؤون والعمل، ويترأسها وزير ويدير انتخابات الأندية وفرق المنتخب مجموعة إداريين تراقبهم أعين مجلس الأمة على الدوام كونها من ضمن وزارات الدولة ومن فوقها مجلس وزراء و رئيس مجلس وزراء، ولكن هذا الأمر صعب للغاية تطبقيه، حيث إنه سيشكل حيزاً كبيراً من ميزانية الدولة، والدولة لا ترعى اهتماماً للرياضة ككل، ولكرة القدم بالأخص، بقدر اهتمامها بشراء النواب وضمائرهم الرديئة للغاية، فتتم ترك الرياضة للشيخ والتاجر وهذا بقومه وذاك بماله وسلطته، ولا تُسلط عليهم المسؤوليات ولا يتم إلقاء الضوء عليهم، عدا مناوشات بين هذا وذاك في الصحف وفي الإعلام .


أخيراً :
· أوروبا دائماً هي المثال الذي يُحتذى به .
· من خلال كرة القدم عرف الناس دولاً مثل ـ لاتفيا ـ جورجيا ـ ويلز .
· كرة القدم ، هي مركولة بالأقدام فيركلون مثل هذه الطلبات الجماهيرية بالأقدام أيضاً !


عياد خالد الحربي


Twitter @ayyadq8q8