كتاب سبر

عودة الإبن الضال…

مياه الخليج العربي قليلة العمق نسبيا وهي ليست ذات أعماق مظلمة و كل زاوية في هذا الخليج يصلها الضوء بشكل ما فيفضح وجودها ولا يمكن لجزيء أكسجين أن يلتقي بنظيريه من الهيدروجين ليكونا قطرة ماء إلا و قد علم الكل بهم. فالطبيعه التمويهية لمياه الخليج فقيرة بمهارات التخفي ولا تساعد عليه و السياسه في الكويت تشبه تكوين الخليج العربي فهي أيضا ليست بالعمق الكافي ولا تساعد أيضا على التخفي و ما تم نشره مؤخرا في بيان مشترك بين التحالف الوطني و المنبر الديمقراطي يكشف شيئا ما و هو ذوبان المنبر في “وطن” التحالف، وأنه غدا مواطنا صالحا فيه “يسمع و يطيع” وما يهمنا في التوقف هنا تحديدا ليس اسم المنبر بحد ذاته فالاسم ليس ذو قيمه تاريخية كبيرة بل ما يستحق الوقوف عنده مطولا هو المعنى الذي أتى اسم المنبر ليؤطره في بداية التسعينات فالمنبر وهو إمتداد للحركات القومية و الوطنية بشخوصها التاريخيه التي كانت دوما في مقدمة المسيرات الداعية للتحرر في مختلف الدول العربيه و هذا التاريخ يتضرر بشده حينما يربط الحاضر البائس لهذا الاسم بماضيه الثوري و المبدئي مما يحملنا حقا على التساؤل إن كان هذا التاريخ قد حارب تخلف السلطة حتى يصبح في النهايه جزءا منها…!! تشويه متعمد للزمن الجميل..

شاركنا في فبراير الماضي للمسيرة التي دعا إليها المنبر الديمقراطي انتصارا لثورة الشعب المصري و نذكر هنا أنه إلى هذه اللحظة و المنبر لا يذكر في أدبياته لفظ “دولة إسرائيل” بل لا زال مصرا على مناداتها باسمها الحقيقي “دولة الكيان الصهيوني”… هذه المسيرة و هذا المبدأ يكشفان عن المعدن الحقيقي للمنبر مثلما يكشف البيان الأخير عن الصدأ الذي لحق به و هنا يجب أن تكون الكلمة لشباب المنبر بأن لا يقعوا فريسة لمصالح البعض و أن الذي يحدث حاليا ليس تغييرا أو تطويرا بل هو انقلاب على الجذور هدفه مصالح آنية على حساب الفكر و التيار و على حساب الكويت أيضا… و الأمل في شباب المنبر أولا في فك الارتباط غير المتكافىء مع التحالف الوطني، الذي لا يعدوا كونه كيانا سياسيا ناتجا عن فراش جمع المصلحة بالسلطه. أما المنبر فهو لنا و هو ابن للتاريخ السياسي ليس في الكويت فقط و إنما في المنطقة عموما.

و الحرص على عودة “الابن الضال” إلى أهله و مبادئه هو حرص على الوطن أيضا… فالسياسة في الكويت بحاجه ليسار تقدمي مثلما هي بحاجه ليمين محافظ معتدل ولا نجد الكويت بينهما بل نجد الكويت فيهما….و نجد الكويت بهما متعدده و ثريه فنحن بامس الحاجه إلى من يرجع لينادينا “يا رفيق” أو من يمر بجانبنا وهو يردد” يا أخ ” .

* حبا و كرامة يا دكتور أحمد الخطيب… فحتى الأخطاء تكون نقيه أحيانا كأصحابها برغم مجانبتها للصواب وكل ما حدث يا عم أحمد هو أنك لست أكبر من الخطأ و لسنا نحن أقل من مواصلة التقدير و الاحترام

twitter@khaledalgaafry